معالي الوزير حاضرَ عن " السيرة النبوية ـــ قراءة منهجية" إضافة أولى وأخيرة

  • 5/16/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ومضى معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ يقول : وسيرة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ مجموع علوم كثيرة لكنها صيغت بمسار الأخبار وطريقة نقل التاريخ ولهذا افترقت عن السنة من حيث هذا الوجه لهذا فإن النظر في السيرة فيما يقبل منها وما لا يقبل، وفيما يروى منها وما لا يروى، وفيما يستفاد منها وما يسكت عنه، وما يتصل بذلك من بحوث ترتبط بالمنهج، فإذا كان الأمر كذلك فإن أعظم من يحدث عن سيرة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ هو الله ـــ جل وعلا ــ وقد أخبر الله ـــ جل وعلا ـــ في كتابه عن وقائع كثيرة من السيرة ابتداء من بعثته بسورة اقرأ وسورة المدثر، وسورة المزمل ، ثم ما حصل من استماع الجن له { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} ، ثم في المعارك ، سورة الانفال في بدر، وسورة آل عمران في أحد ، وسورة الاحزاب في الخندق ، وهكذا في أمور كثيرة. وتابع معاليه يقول: إذاً القرآن فيه الكثير من سيرة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ولكنه على وجه الإعجاز والاختصار والبلاغة، ثم القرآن يفسر بالقرآن ، ويفسر بالسنة؛ ولذلك يأتي تفسير القرآن الكريم فيما جاء من القرآن في سيرة الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ مصدراً مهماً من مصادر السيرة النبوية؛ فأول مصدر من مصادر السيرة النبوية في منهجية التعامل مع السيرة النبوية هو القرآن الكريم، والقرآن يفسره القرآن كما هو معلوم، وتفسره السنة ، ويفسره الصحابة ، ولذلك تجد أن الآيات التي فيها ذكر سيرة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ـــ تجد أن تفسير الصحابة في كتب التفسير بطرق التفسير المقبولة عند علماء التفسير فيها الكثير من أخبار سيرة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ، وقد تتفق أو لا تتفق مع ما هو موجود في كتب المغازي والسير، إذاً العناية ــ كمنهجية ــ، وطلب روايات السيرة وحوادث السيرة على حقيقتها، المنهجية في العناية بما جاء في القرآن العظيم بقراءاته في ذكر أخبار السيرة النبوية لأن في بعض القراءات مزيداً من الخبر، والوصف، والقصة التي تضاف إلى ما هو موجود في قراءة أخرى. وواصل معاليه مبيناً أن منهج التلقي في السيرة مرتبط أولا بالقرآن الكريم ثم بالسنة النبوية المطهرة، والسنة النبوية فيها الكثير جداً من ذكر سيرته ـــ عليه الصلاة والسلام ــ من مولده إلى وفاته ـــ عليه الصلاة والسلام ــ إلى أنواع ما كان في مكة المكرمة، والمدينة المنورة وأحواله ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ في إقامته، وسفره، ومغازيه، وسراياه، إلى آخره؛ ومن هنا جعل الكثير من علماء الحديث وحفاظ الحديث والسنة في دواوين السنة كتباً خاصة بالمغازي والسير كما فعل الإمام البخاري في كتاب المغازي، وكما فعل الإمام مسلم في صحيحه في كتاب السير. وبعد انتهاء معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ من محاضرته، ألقى المهندس عبدالمحسن الدريس كلمة ثمن فيها حضور معالي الوزير، وإلقاءه لهذا الدرس العلمي الذي وصفه بالمنهج الواضح للسيرة العطرة للمصطفى ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ. وفي ختام اللقاء، قدم سعادة المهندس عبدالمحسن الدريس لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ درعاً تذكارية بهذه المناسبة، كما قدم مجموعة من الكتب العلمية من إنجازات إدارة الكرسي، ثم التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة. وشهد اللقاء والمحاضرة ــــ التي أقيمت في الصالة الكبرى بمنزل المهندس عبدالمحسن الدريس بعد صلاة عشاء يوم الجمعة السادس من شهر شعبان 1437هـ ــــ المئات من طلاب الدراسات العليا للمنح الدراسية بالجامعات ، والذين يمثلون أكثر من أربعين دولة حول العالم، وعدد كبير من طلبة العلم، ولفيف من المسؤولين بالشؤون الإسلامية. الجدير بالذكر أن كرسي المهندس عبدالمحسن بن محمد الدريس للسيرة النبوية ودراساتها المعاصرة في جامعة الملك سعود هو برنامج علمي يعنى بالدراسات المتخصصة والبحوث العلمية وصياغة الرؤى والخطط الاستراتيجية للتعريف الشامل بالسيرة النبوية وتيسير سبل الاقتداء بالرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ في مختلف جوانب الحياة، إضافة إلى تقديم الدعم العلمي والمادي للباحثين في السيرة النبوية لتحقيق أهداف الكرسي.

مشاركة :