ابتسام الكتبي تدعو إلى خريطة طريق لمحاربة «داعش»

  • 5/17/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، أن على دول الخليج ألا تتوقع أن تقوم الولايات المتحدة الامريكية باتخاذ إجراءات وفقاً للأولويات الخليجية، مبينة أن هذه الأولويات لم تعد تُشكّل أولويات واهتمامات أو مصالح أمريكية. قالت الدكتورة الكتبي، خلال ورشة عمل تحول التقدير الاستراتيجي الأمريكي للشرق الأوسط وانعكاساته على أمن الخليج التي نظمها مركز الإمارات للسياسات، أمس في فندق جميرا أبراج الاتحاد في أبوظبي، أن دول الخليج العربية ما زالت مقتنعة بأن تعميق الشراكة الأمريكية - الخليجية يخدم مصالح أمريكا والخليج على حدّ سواء، مضيفة أن استقرار الدول العربية والخليجية عرضة للخطر مع تراجع الدور القيادي للولايات المتحدة الأمريكية، ما لم يتم سدّ الفراغ الاستراتيجي الذي نجم عن تحول التقدير الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة والعالم. ولفتت إلى أنه مع التحول في التقدير الاستراتيجي الأمريكي طرأ إحساس وتقدير عام لدى دول عربية وخليجية تحديداً، خاصة السعودية، بتخلي الولايات المتحدة عنها. الملف السوري وأضافت خلال جلسة مستقبل أمن الخليج في ضوء التحوّل في التقدير الاستراتيجي: أدّى هذا الفراغ في المنطقة الناجم عن التحول الأمريكي إلى ظهور وجهة نظر ترى أن الدبلوماسية الأمريكية لا تكترث بأي مكاسب روسية في المنطقة، وعلى وجه الخصوص في الملف السوري، الذي سلمته واشنطن لموسكو واكتفت بالإطار التنسيقي معها في إدارة الأزمة السورية وإخراجها بشكل يتم التراضي بشأنه بين الدولتين الكبريين. وتابعت الكتبي: من المهم لأي مقاربة استشرافية لمستقبل أمن الخليج في ضوء التحول في التقدير الاستراتيجي الأمريكي أن تتوقف عند عدد من الأطروحات، هي أنّ اشتداد المواجهة مع إيران أو خفوتها سيعتمد على نتيجة حسم الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق، وعلى اتجاهات أسعار النفط التي تؤثر في الوضع الاقتصادي في إيران، وأنّ التحديات الأمنية وتعزيز السِلم الإقليمي في الخليج والشرق الأوسط يقتضيان هيكلاً أمنياً إقليمياً جديداً يسمح بالتفاهم بين دول الخليج وإيران على إدارة ملفات الصراع من دون الاعتماد على لغة السلاح وحروب الوكالة، هذا ملف من المهم أن تمتلك فيه دول الخليج رؤية متسقة وواضحة. وبينت أنه من بين تلك الاطروحات أيضاً أنه يمكن الاتفاق المبدئي على خريطة طريق تضع محاربة داعش ووقف التدخل الإيراني في الشؤون العربية ودعم الميليشيات كمداخل أساسية لبناء هيكل أمن إقليمي جديد بين دول الخليج وإيران، وهذا من شأنه أنْ يعيد الاستقرار للمنطقة ويُوقف الصراعات المشتعلة. أهم شريك وقالت إنّ اتجاه دول الخليج لتنويع شراكاتها الاستراتيجية وبناء قوتها الذاتية لا يتعارض مع فكرة أن أمريكا حتى الآن هي أهم شريك استراتيجي لدول الخليج على الساحة الدولية، مشيرة إلى أن التحليلات الرائجة تشير إلى أن الولايات المتحدة قررت تخفيف ارتباطها وهيمنتها في إدارة ملفات المنطقة الكبرى بعد اكتشاف احتياطي ضخم للنفط على أراضيها، وقرارها بالتحوّل نحو الصين وجيرانها، وفي أعقاب ثورة الزيت الصخري وبالتالي تراجع قيمة الدول العربية والخليجية كشركاء استراتيجيي. ونوهت، بأن مسار التحولات في العلاقة الأمريكية-الإيرانية بدأ منذ سنوات ليست قريبة، وظل يتأرجح صعوداً وهبوطاً، ووضوحاً وغموضاً، وهذا ما يدفع محللين استراتيجيين ومراقبين إلى اعتبار هذا التحول حصيلة تراكمات مديدة من الجدل والحوار والتفكير في أروقة المؤسسات الأمريكية المختلفة، وليس وليد رئاسة أوباما فقط، موضحة أن قيمة إيران الاستراتيجية زادت بالنسبة للولايات المتحدة بسبب قربها من بحر قزوين ونفط الخليج وخطوط أنابيب الغاز التي تزود أوروبا بالوقود، وقربها من أفغانستان، واستخدامها في احتواء الصين. التعاون المشترك من جانبه أكد باري بافل، نائب رئيس، ومدير مركز ،برنت سكوكروفت للأمن الدولي، التابع لالمجلس الأطلسي في الولايات المتحدة الأمريكية، أن على أمريكا أن تعمل مع شركائها في دول مجلس التعاون الخليجي للتأثير أكثر في الأزمة المشتعلة في سوريا، إضافة إلى التعاون المشترك لجعل الجهود المبذولة في اليمن مكللة بالنجاح، إلى جانب إنهاء الحروب الطائفية المتقدة في المنطقة، علاوة على تكثيف جهود الجانبين لتعزيز النشاط الاقتصادي وجهود الابتكار، مثمناً دور الإمارات الريادي في هذا المجال. وشدد في كلمته التي ألقاها في الجلسة الأولى التي حملت عنوان: أسباب وسياقات التحول في التقدير الاستراتيجي الأمريكي للشرق الأوسط، وانعكاسات ذلك على توزيع القوة في الشرق الأوسط، على ضرورة تكثيف العمل المشترك لردع إيران ونشاطاتها التي تزعزع استقرار المنطقة وتنشر الحروب الطائفية فيها. وبيّن أن وضع الشرق الأوسط العالم متدهور بشكل كبير بسبب الأزمات المستمرة فيه، لافتاً إلى أن المجلس الأطلسي سيقدم تقريراً بشأن هذه الأزمة التي تأثرت بها جميع القارات على امتداد العالم، والتي ساعدت السياسة الأمريكية في أحيان كثيرة على بروزها، مؤكداً أن أمريكا أخطأت خطأً جسيماً بشأن انسحابها من هذه الأزمة السياسية الإقليمية. وحول الاتفاق النووي الأمريكي مع إيران، قال بافل مع تأييد إقامة مشاروات مع إيران ومحاولة إدماجها اقتصادياً لخفض التهديد الذي تمثله إيران، إلا أن الإدارة الأمريكية تخطئ إذا تتخذ موقفاً محايداً بين إيران وحلفائها الخليجيين في المنطقة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تراجعت في التزاماتها تجاه حلفائها. المصالح الأمريكية قال الدكتور محمد بن هويدن أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إنه منذ اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة الخليج، اتسمت المصالح الأمريكية تجاه المنطقة بالثبات، قائمة على استمرار تدفق النفط، ومنع هيمنة عدا الهيمنة الأمريكية، والوجود العسكري، في حين أن الاستراتيجية مالت إلى المراوحة بين الواقعية والمثالية. وأضاف: أصبح هناك اختلاف بين الحليفين الخليجي والأمريكي في توصيف العدو، فبينما تنظر دول الخليج إلى إيران كتهديد وجودي لدول المنطقة تريد تغيير قيم المنطقة وإنشاء قيم مناقضة، يلحظ أن الولايات المتحدة أصبحت تنظر إلى إيران كشريك، وتدعو إلى مشاركة النفوذ بين الطرفين والخليجي. وأشار إلى أنه لا يوجد خيار أمام دول الخليج إلا احتواء إيران، من خلال، تعزيز وتقوية التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وعدم إضعاف العلاقة مع الولايات المتحدة، التي تعد شريكاً وحليفاً استراتيجياً لدول الخليج. الاكتفاء الذاتي بدوره ذكر الدكتور حسين ايبش من معهد دول الخليج العربية في واشنطن، ما اسماها العوامل التي تؤثر في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، وبين أن من تلك العوامل الاعتقاد بتراجع أهمية المنطقة لأمريكا بسبب تراجع الاعتماد الأمريكي على نفط المنطقة؛، سواء نتيجة للاكتفاء الذاتي الأمريكي أو لوجود بدائل أخرى لواردات النفط، إضافة إلى أن الإرهاب لا يمثل مشكلة للولايات المتحدة، وهو أيضاً كذلك بالنسبة لدول المنطقة. وأضاف أن من بين تلك العوامل أن مفهوم الدولة المارقة لم يعد قائماً في السياسة الأمريكية، ولا توجد دول مارقة في الشرق الأوسط، لاسيما بعد إبرام الاتفاق النووي مع إيران. ولفت ايبش خلال جلسة العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في تغيير أو تعديل التقدير الاستراتيجي الأمريكي الحالي للشرق الأوسط إلى أن هناك سياسات ستشهد استمرارية لدى الإدارة الأمريكية بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأوضح أن من أهم الأسباب التي تدفع أمريكا إلى عدم الانكفاء عن منطقة الشرق الأوسط، حاجتها الملحة لدعم إسرائيل، منوهاً بأن الإرهاب ليس تهديداً وجودياً لأمريكا، بل هو العامل الجاذب لها إلى المنطقة، وهو ما ورد على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال أحد لقاءاته التلفزيونية، رغم أن الإرهاب يشكل تهديداً وجودياً للكثير من الدول، بينما ترى فيه أمريكا أنه مجرد مشكلة، وهو ما يدفع إلى مزيد من الانحسار لدورها في المنطقة، وعدم وجود دول مارقة في الشرق الأوسط. التغيرات الاستراتيجية سعى الدكتور زيد عيادات، المستشار في مركز الإمارات للسياسات وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جورج تاون، في جلسة السيناريوهات المتوقعة للتقدير الاستراتيجي الأمريكي للمنطقة في العقدين المقبلين، إلى التنبؤ بسيناريوهات مستقبل منطقة الخليج. وأشار الباحث إلى 3 سيناريوهات محتملة: الأول، السيناريو المتفائل ببناء منظومة خليجية بالاعتماد على الذات أولاً والتحالفات ثانياً، مترافقاً مع حل المشكلات الإقليمية وإعادة تأهيل إيران، أما الثاني فهو المتشائم الذي قد يعود إلى حل إشكالات إقليمية من دون بناء إطار أمن إقليمي جديد، بالاعتماد على الذات، والاستمرار في توقع تدخل القوى الأخرى من أجل حماية أمن الخليج، بما في ذلك إسرائيل والهند والصين، أما السيناريو الثالث فهو الأكثر تشاؤماً بحسب وصف الباحث، وهو السيناريو القائم على الإخفاق في بناء منظومة أمن جديد، وفي حل المشكلات الإقليمية. 8 تداعيات لتراجع النفوذ الأمريكي أكد رئيس تحرير صحيفة الوطن البحرينية يوسف البنخليل، أن هناك 8 تداعيات لتراجع النفوذ الأمريكي من الخليج العربي، أبرزها ظهور القوة الخليجية، ومستقبل المصالح الأمريكية، ومستقبل الحرب على الإرهاب، لافتاً إلى أن دراسة أجراها كشفت أن 91% من الخليجيين لا يثقون بسياسة أمريكا تجاه الخليج، و62% لا يؤيدون التحالف معها. أمريكا تهتم بأمن الخليج لمصالحها أوضح باري بافل، نائب رئيس ومدير مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي التابع لالمجلس الأطلسي في الولايات المتحدة أن التقرير الذي يعده المجلس الأطلسي يشارك فيه سفراء من دول الخليج العربي وواشنطن ، وسوف يصدر قبل يوليو/تموز المقبل. ونوه بأن اهتمام أمريكا الكبير بأمن منطقة الخليج مرده تحقيق مصالحها في المنطقة، التي تتجلى في عدم السماح لبلد غير صديق يسيطر على جزء من المنطقة، ووقف تمدد التطرف والإرهاب.

مشاركة :