وأبان معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أن مبادئ الحوار وأصول الحوار وطرائق الحوار ترتب عقل العالم؛ لأداء ما عنده من علم بطريقة صحيحة، كما كانت عليه علوم البحث والمناظرة في الزمن الماضي، ولذلك إذا كان لكل علم أصول، فيتوصل إلى الصواب في العلم بأصوله فنصل إلى الصواب في الفقه بأصول الفقه، ونصل إلى الصواب في فهم التفسير بعلوم القرآن، وإلى الصواب في اللغة بالنحو، وإلى الصواب في الحديث بمصطلح الحديث، كذلك نصل في الصواب في العلاقات الاجتماعية، والعلاقات الأخوية، والعلاقات البلدية، وعلاقات الدولة الواحدة، والعلاقات مع العالم نصل إلى الصواب في ذلك بفهم أصول الحوار، أي تقعيد قواعد تفيدك في استخدام ما عندك من العلم والثقافة لإيصالها للآخر فهي قواعد عامة بحسب ما عندك من العلم والثقافة تستطيع تستفيد منها ولذلك الذكاء الاجتماعي الذكي الاجتماعي يستفيد من الحوار الاجتماعي كثيراً في تقدمه اجتماعيا مثلما سمعنا أن من فروع الحوار التي يهتم بها هذا المركز هو الحوار الاجتماعي ثم نصل إلى الحوار العقدي، نصل الحوار المذهبي، وليس معنى الحوار كما قد يفهمه البعض أنه هو التنازل، الحوار له قواعد، وأصول بها توصل ما لديك من معلومات، وما لديك من حجج بطريقة سليمة إلى الآخر المحاور، بحيث لا يكون هناك شيطان في النقاش فإذا كان هناك وسيلة تمنع المغالبة، وتمنع نزاعات النفس، وتمنع دخول الشيطان بين الناس في حواراتهم وأحاديثهم فهذه مطلوبة، وهذا البرنامج وغيره من مفاهيم الحوار تؤدي إلى ذلك. وخلص معاليه مخاطباً علماء اليمن إلى القول: اليوم نحتاج وتحتاجون أنتم في بلدكم، ونحتاج نحن جميعاً في الحياة للوصول والإقناع بما لدينا من الحق والهدى لمثل هذه الدورات المتخصصة في ذلك، فمثل هذا البرنامج مفيد ويشكل إضافة لطلاب العلم، ولأهل العلم في اليمن الشقيق، ولا شك أن دوركم في المستقبل دور كبير جداً فلا بد من الاستعداد له بأنواع الاستعداد، والعلم سلاح قوي ولكن يحتاج السلاح إلى معرفة بكيفية استخدامه وإيصاله في جميع الأحوال، والمناسبات. واختتم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ كلمته قائلا: " نشكر في هذا المقام الإخوة الذين أسهموا في هذه الدورة التدريبية، سائلاً المولى جل وعلا أن يوفقني وإياكم لما فيه الرشد والسداد، ولإخواني في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في اللجنة التنفيذية لبرنامج التواصل مع علماء اليمن لهم مني الشكر والتقدير على جهودهم الكبيرة في إنجاح هذا البرنامج الذي له أثر ــ بإذن الله ــ في الحاضر، والمستقبل. من جهته, أوضح معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر في كلمته في الحفل أن البرنامج الذي شارك فيه علماء اليمن, هو أحد الإسهامات الخيرة من المملكة وشعبها تجاه جار وشقيق يمر بظروف صعبة تستدعي منا جميعاً التكاتف؛ لبناء السلام، وترسيخ الوسطية والاعتدال، وتنمية مهارات الحوار والاتصال، ومكافحة التطرف والإرهاب، لافتاً إلى أن البرنامج تضمن تنفيذ العديد من الدورات التدريبية النوعية, مثل: (الحوار المجتمعي, والحوار الحضاري, والحوار الفكري, والحوار الأسري, والحوار الإعلامي)، لتأهيل المشاركين، وتحسين مهارات الحوار المجتمعي لديهم، واكتساب مهارات التواصل الحضاري والفكري والثقافي من أجل فهم أكبر للمتغيرات وتحليل أعمق للمستجدات, وهي أساسيات حيوية لكل عالم وداعية, وذلك من أجل مواجهة التحديات والمستجدات التي تفرضها المتغيرات والأحداث, ومن أجل المشاركة في بناء أوطانهم وحمايتها من شرر الفتن ونيران الصراعات التي يمكن احتواؤها ووأدها بالحوار والتعايش. وقال معاليه : " إن أدوات ومهارات مهمة كالتي في هذا البرنامج يحتاجها العلماء والدعاة، وهي بحاجة إلى التطوير والتحصيل المستمر عبر التدريب، والمناقشة، والاطلاع على التجارب المثمرة، وعبر التواصل مع الآخرين, وأن التطوير والتغيير والإصلاح لا يتم إلا من خلال الحوار المجتمعي البناء، والتعايش المتسامح بين مختلف الناس، وعبر العمل والتفاهم الجماعي في المجتمعات, مؤكداً تعزيز ثقافة الحوار، ومهارات الاتصال عند هذه الشريحة، بهدف تطوير قدرات الاتصال والتواصل مع أفراد ومؤسسات المجتمع الآخرين, ومع البرنامج، يعد درة البرنامج التي يقدمها المركز للعلماء والباحثين. واختتم معالي الأستاذ بن معمر كلمته قائلاً : " إن المركز يتشرف برفع وتقديم خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - على الدعم والرعاية, وإلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على إتاحة الفرصة للمركز للإسهام في برنامج التواصل مع علماء اليمن الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. وفي نهاية الحفل، قام معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بتس��يم شهادات إنهاء الدورة لأصحاب الفضيلة المتدربين، كما قام معاليه بتقديم درع الوزارة لمعالي الأستاذ فيصل بن معمر الذي قدم بدوره هدية لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ بهذه المناسبة. // انتهى // 18:33ت م spa.gov.sa/1502195
مشاركة :