• بعد خمسة أيام فقط ، خلعت مواطنة سعودية زوجها ؛ معلنة عن استعدادها لدفع مبلغ 55 ألف ريال نظير التعجيل بالانفصال النهائي ، في قضية أثارت جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي ! . ولم تمضِ أيام قلائل حتى كسر مواطن سعودي رقم (الأيام الخمسة) حين قام بتطليق عروسه في نفس ليلة زفافهما، بحجة انشغالها بالدردشة عبر الجوال !!. خلافات ربما تبدو لك بسيطة وتافهة وأسباب غير منطقية ، لكنها تُحسم للأسف بسرعة كارثية ، مخلِّفة نفوساً محطمة ، وخسائر اقتصادية واجتماعية لا حصر لها ! . • إجمالاً.. يمكن القول أن عدم التوافق (النفسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو حتى العقلي) بين الأزواج هو السبب الرئيس في تزايد أرقام الطلاق في عصر ( كل مين عقلو إلو ) ، خصوصاً إن اقترن اللا توافق هذا مع طيش السنّ المبكرة ، وقلة خبرة أحد الطرفين أو كليهما ، وعدم قدرته - أو رغبته - في التعايش وتغليب العقل ، مما يدخل المؤسسة الزوجية الناشئة إلى غرف التجهيز للإعدام المبكر، الذي لا يلبث أن يتم نظراً لشعور أحد الأطراف بأنه أقل أو أفضل من الطرف الآخر !. • لكل زمان ثقافته ومشاكله وأدواته وآلياته ، وربما كان للطريقة التقليدية في الزواج ، التي مازالت سائدة ومسيطرة في مجتمعنا، دور كبير في تزايد حالات عدم التوافق الذي ينشأ في الغالب من التسرع أو التجاهل أو القفز - بقصد أو بغير قصد - على جملة من الأمور التي كان من الواجب التوقف عندها طويلاً ، والتوافق حولها قبل الزواج ، خصوصاً ما يتعلق منها بمستجدات العصر كالعمل والدراسة والإنجاب . وفي العموم يمكن حصر أهم أسباب الطلاق في هذا العصر ( عصر الانفتاح والتواصل والتدفق المعلوماتي ) في النقاط السبع التالية ، التي يمكن تسميتها بأعمدة الطلاق السبعة الحديثة التي استجدت على ثقافة المؤسسة الزوجية التقليدية : - تنامي دور المرأة واستقلالها مادياً ووظيفياً ، الأمر الذي لم يستسغه الكثير من الرجال ، واعتبره البعض منهم ضرباً من النشوز ! . - ضعف الثقافة الزوجية الصحيحة وتفهم كل طرف لحقوق الطرف الآخر، الزوجية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية ، وهو ضعف يعاني منه المجتمع بشكل عام . - ارتفاع سقف المطالب المعيشية والحياتية نتيجة الغلاء وتغلغل الفكر الاستهلاكي إلى الحد الذي صعبت معه الحياة ، ما أدى إلى وقوع الكثير من المشكلات التي قد يؤدي تكرارها إلى الكراهية ومن ثم الطلاق !. - تمسّك بعض الآباء بالزواج القبلي والعائلي الذي لا يقيم وزناً للتكافؤ العلمي والفكري بين الزوجين .. مما يدفع في أحيان كثيرة إلى عدم الاقتناع بالطرف الآخر وبالتالي الانفصال ! . - الفهم الخاطئ لمفهوم الدرجة والقوامة من الجانب الذكوري ، ولمفهوم التكافؤ من الجانب النسائي..وغياب ثقافة الحوار والاحترام بين الزوجين ، وعدم تقبل كل طرف للطرف الآخر بطباعه . - الانفجار المعلوماتي الكبير ودخول الكثير من الثقافات والمفاهيم التي لم يعهدها المجتمع السعودي من قبل، مثل إمكانية العيش دون رجل ! مما ساهم في اضطراب المفاهيم واختلال الأدوار ! - سهولة إجراءات الطلاق في المؤسسات الحكومية .. وعدم وجود قوانين تحد من وقوعه. • الوضوح والشفافية والتفاهم حول المستجدات المعيشية وظروف الحياة المعاصرة ، قبل كتابة عقد الزواج، أمر مهم جداً لخلق حالة التفاهم والتوافق الزوجي الضامن لاستمرارية الزواج ،خصوصاً في هذا العصر الذي أصبح فيه كل شيء يتم بسرعة قياسية حتى أبغض الحلال . m.albiladi@gmail.com
مشاركة :