سواعد ناعمة تكافح البطالة ببيع الخبز

  • 1/20/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

"حنان وعبير وتهاني" ثلاث أخوات، استطعن أن يقهرن الظروف المحيطة بعد وفاة والدهن قبل شهر، ليمثلن قصة كفاح للمرأة السعودية.. ففي الوقت الذي ترتفع فيه نسبة البطالة بين الأوساط النسائية السعودية، لتتجاوز 35 في المائة، على الرغم من فتح مجالات كثيرة لعمل المرأة بوظائف تحافظ على خصوصيتها، إلا أن تلك السواعد الناعمة تنازلت عن الأعمال الإدارية والمكتبية، وفضلت النزول إلى معترك العمل ومشاركة الرجال بعض الأعمال المهنية. نزلت الأخوات الثلاث للعمل بمخبز والدهن، الذي توفي قبل شهر بعمر 95 عاما، حيث حرصن على الوقوف بأنفسهن لإدارة العمل، ومواصلة مسيرة والدهن التي استمرت 80 عاما، ليصبحن بذلك أول فتيات يتوارثن عملا مهنيا عن والدهن. تجاهلت الفتيات نظرة المجتمع لدخولهن مجال الأعمال المهنية التي احتكرها الرجال والعمالة الوافدة تحديدا، بل أصبحن يعملن بجد واجتهاد بجانب تسعة من العمالة الوافدة بالمخبز، فرغم حداثة أعمارهن إلا أنهن يمتلكن خبرة كبيرة في إعداد الشريك والشابورة اللذين تميز بهما المخبز، ومعلومات تفصيلية عن جميع الأدوات التي بالمخبز وأهميتها ودرجة حرارة الفرن، حيث حرص والدهن على تعليمهن أصول المهنة لمواصلة العمل وكسب الرزق منها باعتبارها مصدر الرزق الوحيد لهن. واستطاعت الفتيات تقسيم العمل فيما بينهن، فـ "عبير" تعمل على تسلم وتقسيم الخبز، و"حنان" تقوم بالمحاسبة، فيما تعمل "تهاني" على قص الشابورة وتوزيعها، كما يتناوبن العمل في الأيام العادية، ولكن حرصن على وجودهن بالمهرجان والعمل ساعات طويلة، نظرا للطلب الكبير. وتأسس مخبز العم سيف منذ العهد العثماني، وهو معروف بمخبز الصعيدي نسبة للمالك الأصلي، حيث ظل المخبز بنفس اسم المنشئ وفاءً من العم سيف للرجل الذي علمه الصنعة، ويعد المخبز من أشهر المخابز بالمنطقة التاريخية، والوحيد في المنطقة إن لم يكن في جدة الذي ما زال يعمل بالحجر والحطب، اشتهر بالشريك والشابورة، وهما عبارة عن خبز حجازي، يعدان بالحمص والسمن. وما أن تطأ قدماك المنطقة التاريخية تحديدا عند حارة المظلوم والشام إلا وتشتم رائحة الشريك البلدي، الذي يجذب أغلب الزوار للبحث عن مصدر الرائحة، فهذا المنتج له زبائنه من مختلف مناطق المملكة، بل هناك من يوصي عليه من خارج جدة، وهناك من ينزل البلد خصيصا له، حيث أصبح مَعلما من معالم زيارة البلد.

مشاركة :