سجلٌ أسود لإيران متخم بالحوادث والتجاوزات في مواسم الحج الماضية، لتسييس الحج والمتاجرة بالدين لإحراج المملكة وإعاقة حركة الحجيج للتشويش على أداء الحكومة السعودية التي تستنفر كل إمكانياتها لتوفير أقصى درجات الراحة والسلامة والسلاسة لحجاج بيت الله الحرام. في 1406هـ/ 1986م ضبط رجال الجمارك بمطار جدة الدولي «95» حقيبة بمخازن سرية ممتلئة بمواد شديدة الانفجار بلغ وزنها «51» كجم، وفي 10/12/1407هـ نشرت عكاظ في عددها 701 تفاصيل مؤامرة إيرانية على المقدسات -يمكن الرجوع للصحيفة للتعرف على تفاصيل المؤامرة- حيث تم ضبط أسلحة يدوية وسكاكين ومنشورات دعائية تهجموا فيها على المسؤولين في المملكة، وفي عام «1987م» قام الحجاج الإيرانيون بأعمال شغب في 31 يوليو في موسم حج ذلك العام ونتج عن تلك الأعمال فوضى ومواجهات عدة. وقد أصبح موسم الحج مناسبة سياسية للحكومة الإيرانية تحاول فيها أن تضغط على الحكومة السعودية من خلال أعمال الشغب والمظاهرات، عبر تجنيد الباسيج («بالفارسية: يسيج» وتعني التعبئة أو قوات التعبئة الشعبية وهي قوات شبه عسكرية من متطوعين مدنيين ذكوراً وإناثاً، تتبع الحرس الثوري الإيراني «الباسدران» التابع لسلطة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران). وفد منظمة الحج والزيارة الإيراني طلب الحضور للتفاوض حول ترتيبات وصول الحجاج الإيرانيين فاستقبلتهم المملكة وقامت بواجب الضيافة ووافقت على إصدار التأشيرات إلكترونياً من إيران واتفاقية نقل الحجاج مناصفة بين الخطوط الإيرانية والسعودية كما هو متبع في مثل هذه البروتوكولات بين الدول في المواسم، إلا أن إصرارهم على قيام الحجاج الإيرانيين بمراسم البراءة، ودعاء كميل، ونشرة زائر، في موسم الحج كان أهم من فريضة الحج ذاتها موضوع التفاوض، وغادروا دون توقيع الاتفاقية صباح الجمعة. ماذا بوسع المواطن الإيراني المقهور أمام هذه الممارسات التي تعيقه عن القيام بشعيرتي الحج والعمرة غير الصمت الذي أتقنه منذ ابتلاه الله بالثورة الإسلاموية، ماذا بوسعه أن يفعل أمام تعنت حكومته في إتاحة الفرصة لمن يستطيع أداء فريضة الحج والعمرة هذا العام وربما أعواماً قادمة لا يعلم الله عددها طالما هذه النزعة الشيطانية التخريبية تتأجج في قلب الحكومة الإيرانية بإحداث الشغب في موسم الحج من خلال المسيرات والمظاهرات وهذه الطقوس الشيعية التي لم نسمع بها من قبل ربما كانت ضمن أعمال الشغب التي كان يقوم بها الحجاج الإيرانيون في مواسم الحج الماضية، وهي «مراسم البراءة، ودعاء كميل، ونشرة زائر» التي كانت ضمن بنود التفاوض حول وصول الحجاج الإيرانيين لحج هذا العام 1437هـ، وكما جاء في البيان السعودي: (إن إيران تتحمل أمام الله وأمام شعبها مسؤولية عدم قدوم مواطنيها لأداء الحج هذا العام). ممارسات شيطانية وسجل أسود لممارسات إيران في مواسم الحج يوقفها حزم المملكة وموقفها من ممارسات لا تليق بحجيج يأتي ليقوم بمناسك محددة في أيام معدودات وفي موسم ديني يتوافد فيه الحجيج إلى مكة المكرمة من كل بقاع الأرض (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) 29 الحج. هذه الطقوس لا علاقة لها بمناسك الحج والعمرة، وإصرار الوفد الإيراني تحدٍ صارخ لقوانين المملكة وأنظمتها الداخلية التي تمنع كل تلك المظاهر الغوغائية المثيرة للشغب والتي تعيق الجهات المعنية في المشاعر عن القيام بمهامها ومسؤولياتها عن راحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام. موقف المملكة الواضح والصريح بعدم تسييس الحج والعمرة، نابع من حرصها على سلامة ضيوف الرحمن من الفوضى والشغب والممارسات الشعائرية التي لا تمت إلى الشعائر الإسلامية التي يقوم بها ضيوف الرحمن من طواف وسعي ورمي جمرات والتعبد لله دون طقوس وتجمهر وهتافات تشوش على ضيوف الرحمن وتعيق انسياب الحجيج في المشاعر. nabilamahjoob@yahoo.com
مشاركة :