حروب السادة الكتّاب: «السادات في حقل القصب»

  • 6/3/2016
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

استقبل الرئيس عبد الناصر إحسان يوم الإفراج عنه. وقال له إن اعتقاله تم من دون معرفته، وإن المجموعة التي اتخذت القرار تابعة للمشير عبد الحكيم عامر، وفي أي حال هو يعتذر باسم المشير أيضًا. لكن إحسان شعر أن العلاقة الودية التي تربطه بعبد الناصر قد انكسرت إلى غير إصلاح. وأخذ يشعر من روح النقاشات أن الرئيس يتحدث باسم موغري الصدور، لا باسمه الشخصي. وبعد سنوات أصبح إحسان قضية أمام البرلمان بسبب روايته «أنف وثلاث عيون». وكان المجلس يومها برئاسة أنور السادات. وقد تقدم نائب يدعى عبد الصمد محمد باستجوابه إلى المجلس ووزير الثقافة، يتهم إحسان بإفساد أخلاق المصريين وحثهم على ممارسة الجنس. وبعد أشهر طلب النائب المذكور لقاء إحسان ليعترف له بأنه لم يقرأ الرواية، وإنه حُرّض على مهاجمته. وأفتح هنا مزدوجين لأذكر أن بطلة «أنف وثلاث عيون» هي الروائية اللبنانية حنان الشيخ، التي كانت تدرس في القاهرة عندما تعرفت إلى إحسان. وقبل سنوات اتصلت بها أسأل إن كان في الإمكان الإشارة إلى هذا الأمر، فلم تمانع إطلاقًا. في أي حال انتقلت المودات والحروب من عبد الناصر إلى السادات. وكان الرئيس يحرص على التحدث أمام الجميع عن اللقاءات والاتصالات الدائمة مع إحسان. وفي عام 1971 ألقى السادات خطابًا، ثم اتصل بإحسان رئيس مجلس إدارة «الأهرام» يسأله عن رأيه، وكعادة إحسان في رفض التملق، قال للرئيس إن بعض الفقرات لم تكن موفقة أبدًا. وقاطعه السادات قائلاً إن هذه أفكار عظيمة، لماذا لا تكتبها في «الأهرام». وكتبها فعلاً تحت عنوان «تساؤلات حول خطاب السادات». وبعد يومين أصدر الرئيس قرارًا بعزله من «الأهرام». لكن الصداقة استؤنفت عندما طلب السادات من إحسان كتابة مقال أسبوعي لمجلة «أكتوبر» التي يرأس تحريرها أنيس منصور. ويروي أنيس أنه رأى نفسه مضطرًا لأن يقول لإحسان إن مقالاته تعجب 3 ملايين مصري وتثير غضب مصري واحد! وقدم إحسان استقالته. وروى أنيس أن «مراكز القوى» كانت تهاجم مقال إحسان كل أسبوع وتقول إنه يكتب ضد مصر وسياسة السادات. كذلك كان يهاجمه رئيس الوزراء، والوزراء، وقادة الحزب الحاكم. وأدلى إحسان بحديث إلى مجلة «الحوادث» حمّل فيه أنيس مسؤولية شجاعته هو لأنه لم ينبهه إلى ذلك. وقال: «أنا أكتب والسلام. وإذا اغتالني أحد، أنيس منصور هو المسؤول. وأنا أعرف عبد الناصر والسادات. عبد الناصر دغري إذا لم يعجبه كلامي، يضعني في السجن، أو يرسل واحدًا يضربني بالرصاص.. أما السادات، فلاح وباله طويل وقد اعتاد الفلاح المصري، إذا أراد أن يقتل أحدًا أن يختفي في حقول الأرز، أو القصب. أعتقد أن السادات الآن في حقول القصب».

مشاركة :