قال العميد مبارك العوبثاني مدير شرطة مديريات ساحل حضرموت إن الوضع الأمني في المكلا ومدن الساحل مستتب جدًا، والحياة تسير بصورة طبيعية جدًا، وإن مراكز الشرطة بالمديريات بدأت تعاود عملها بصورة تدريجية، وستكون خلال الأسبوعين المقبلين بكامل استعداداتها وجاهزيتها الأمنية لضبط الأمن والاستقرار بالمنطقة بشكل حازم ونهائي رغم حجم الدمار الكبير الذي تعرضت له بنيتها التحتية، جراء سيطرة الجماعات الإرهابية على المكلا ومدن الساحل لأكثر من عام. وأوضح مدير أمن مدن ساحل حضرموت في تصريحات حصرية لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الأمنية ومعها القوات العسكرية تقوم بكامل واجبها في حفظ الأمن والاستقرار وسط عمليات مداهمة مستمرة بشكل شبه يومي لأوكار الجماعات الإرهابية والخلايا النائمة، التي ما زالت تنشط بصورة سرية لتنفيذ عمليات انتقامية وإرهابية بعد الضربات الموجعة التي تلقتها أخيرا ودحرها من عاصمة المحافظة وعموم حضرموت. وأكد العميد العوبثاني أن الحياة في المكلا ومدن الساحل مستقرة جدًا والحركة التجارية والملاحية تسير بصورة طبيعية، في ظل استمرار التشديدات الأمنية وتواصل حملات التعقب للعناصر الإرهابية، وسط تعاون شعبي ومجتمعي كبير جدًا. وتشهد مدينة المكلا حاضرة محافظة حضرموت ومدن الساحل عمومًا إجراءات مشددة وحملات أمنية وعسكرية مستمرة منذ تحرير المحافظة من جماعة «أنصار الشريعة»، جناح تنظيم القاعدة في اليمن، في أبريل (نيسان) الماضي، بعد زهاء أكثر من عام من سيطرتها الكاملة على المكلا والساحل بمطلع يناير (كانون الثاني) 2015. بدوره، أكد العميد سعيد عامري مدير أمن مديريات وادي وصحراء حضرموت أن محافظة حضرموت على أعتاب مرحلة جديدة بعد تحرير مديريات الساحل وعموم مدن المحافظة من العناصر الإرهابية. وأكد العميد عامري في تصريحات حصرية لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع الأمني الراهن في مدن الوادي والصحراء يشهد استقرارًا جيدًا وهدوءًا حذرًا بعد العمليات العسكرية التي استهدفت معقل الإرهابيين بمنطقة سودف بوادي سر حد. ولفت عامري إلى أن عناصر «القاعدة» في وادي سودف فرت وخلفت وراءها معسكرًا للتدريب، وبه مخازن للسلاح الخفيف والمتوسط والثقيل وغرفة سيطرة وأجهزة ومعدات مكّنتها من إعداد المتفجرات بأنواعها، مقدمًا في سياق تصريحه الشكر والعرفان للقوات المشاركة في العملية والقوات المرابطة بالمنطقة، وهي السد المنبع للتصدي للأعمال الإرهابية. وأوضح مدير أمن وادي وصحراء حضرموت لـ«الشرق الأوسط» أن مراكز ومقار الشرطة أفرغت خلال السنوات الماضية من قواتها البشرية لأسباب كثيرة ومتعددة، منها الاستهداف الإرهابي لكوادر الأمن، على حد قوله. وأردف: «نتيجة لما ما تمر به البلاد من صراعات دامية وبجهود كبيرة وبدعم ومسانده قيادة المنطقة العسكرية الأولى والسلطة المحلية والخيرين من قاطني مديريات الوادي والصحراء حافظنا على استمرار عمل بعض المراكز، منها سيئون وتريم ورماه، ووجود نسبي في بقية المديريات مع استمرار العمل بإدارات الأحوال المدنية والهجرة والجوازات وشرطة السير والبحث الجنائي وأمن المطار والدفاع المدني والإدارات بالقيادة وفرعي قوة الأمن الخاص وشرطة الدوريات والطرق». وعن التحديات والمعوقات التي تواجه القوات الأمنية بمديريات الوادي والصحراء، قال العميد سعيد عامري إنها تحديات كثيرة وكبيرة، وفي مقدمتها الإرهاب وعدم توفر الاستحقاق للقوة والإمكانيات لمواجهة أي اختلالات أمنية في المنطقة. واستطرد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «نحن في مرحلة حرجة، والقوة البشرية في شرطة الوادي والصحراء تكاد تكون مفرغة، وتؤدي واجبها بنسبة بسيطة، مقارنة بالقوة المدونة بكشوفات قوات الشرطة والأمن. ونحن بحاجة ماسة إلى وضع معالجات عاجلة لذلك، وفقا للمستقبل الذي سيكون عليه شكل الدولة». وعن طبيعة الوضع المعيشي والتجاري في مديريات الوادي والصحراء، قال العميد سعيد عامري إنه «طبيعي جدًا والحياة تسير بشكل أفضل والحركة التجارية والملاحية في تحسن كبير وملحوظ، وحالها أفضل بكثير من مدن الساحل، ومقارنة بالمحافظات الأخرى قد تكون مديريات الوادي والصحراء الأفضل حالاً»، حد تعبيره. واختتم تصريحاته قائلاً: «نتعشم خيرًا في أن تهتم الحكومة الشرعية ووزارة الداخلية وقوات التحالف العربي بالأجهزة الأمنية مستقبلاً، وتوفر لها الإمكانيات والعدد المطلوب لتغطية الشاغر بالمديريات والإدارات وفروع المصالح والفروع والميناء البري والمطار».
مشاركة :