أبوظبي (الاتحاد) أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، رواية جديدة بعنوان «عدْو» لجان إشنوز، ترجمها عن الفرنسيّة أبو بكر العيادي. وتأتي الرواية ضمن سلسلة ترجمات الأدب الفرنسيّ التي يصدرها مشروع «كلمة» للترجمة، ويشرف عليها ويراجعها الشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم بباريس كاظم جهاد. والكتاب واحد من ثلاثة كتبٍ لإشنوز يقدّمها مشروع «كلمة» بصورة متزامنة، صاغ فيها الكاتب سيَرَ ثلاثة من أعلام العصر الحديث: المؤلّف الموسيقيّ الفرنسيّ موريس رافيل «رافيل»، والعدّاء التشيكيّ إميل زاتوبيك «عدْو»، والمخترع ومهندس الكهرباء الصربيّ- الأميركيّ نيكولا تسْلا «بروق». إميل زاتوبيك (1922-2000)، كما يرينا إياه إشنوز في هذا الكتاب، رياضيّ غيَّر نواميس الرّياضة. «عصاميّ هوميروسيّ» كما نعته الروائيّ الفرنسيّ باتريك غرانفيل في عرضه النقديّ لهذا الكتاب، عدّاء مسافات طويلة يتدرّب على طريقته الخاصّة جدّاً، وآلة تبتكر التشنّجات والتسريعات القصوى وتحصد فوزاً تلو الآخر. كائن معذَّب بموهبته، مفاجئ وغير متوقّع أبداً. ركضَ ما يعادل ثلاث دورات حول الكرة الأرضيّة في ملاعب بلدته الصغيرة وشوارعها، ووقف بكلّ شموخ جسده ووعيه بغرابات هذا الجسد وإمكاناته الخارقة لغزاً مطروحاً على الرياضة، وعلى السياسة في آنٍ معاً. حمل إلى الأعالي، فبقي مثاله حيّاً حيثما أرادوا إخماد شرارته الخلاقة. إنها مسيرة مفارِقة، مسيرة رجل لم يبحث عن المجد ولكنّه ألفى نفسه مقذوفاً إليه كأنّما على مضضٍ، وبفعل الوفاء لنسقه الشخصيّ وحقيقته الذاتيّة. رجل قبلَ بتهميشه وزواله فانتهى به الأمر إلى أن سكنَ التاريخ، وصار أحد أكثر أعلام فترته احتداماً وعصفاً.
مشاركة :