ظلَّ حيدر محمد أحد أكثر الأسماء التي تتردد في الموسم الرمضاني، عبر حفاظه على تواجده السنوي من خلال مسلسله الكرتوني، «شعبية الكرتون»، الذي أصبح أطول مسلسل إماراتي، لكنه لم يكتفِ بذلك، وراح يقدم العديد من الأعمال الأخرى، والتي كان آخرها «اشحفان» الذي يعرض الجزء الثاني منه أيضاً خلال رمضان الجاري على قناة أبوظبي. فمنذ إطلالته الأولى عام 2005، على شاشة «سما دبي» ، وهو يحافظ على موعده السنوي مع مشاهديه، لكن «شعبية الكرتون» تتجدد كل عام، ويتم إثراؤها، سواء من حيث الشكل التقني، أو المضمون، وأيضاً الأصوات والمبدعون المشاركون فيها. «الكرتون» المحلي بخير قال الفنان حيدر محمد إن تواجده بعملين مختلفين على ثلاث قنوات محلية في أهم موسم للعرض البرامجي، وهو الموسم الرمضاني، دليل ثقة مزدوجة في صناعة الكرتون المحلي، طرفاها القائمون على اختيار المحتوى البرامجي من جهة، والجمهور نفسه من جهة أخرى. وأكد مبدع «شعبية الكرتون»، الذي يبث على قناتي «دبي الأولى» و«سما دبي»، وايضاً الجزء الثاني من «أشحفان» الذي يعرض على شاشة قناة «أبوظبي»، بأن الإمارات رسخت موقعاً مهماً على خارطة هذه الصناعة في المنطقة، عبر منتجات مرتبطة بالبيئة المحلية، في حين أن القنوات المحلية قامت بدور مهم في استيعاب تلك التجارب، وتقديمها في أوقات ذروة المشاهدة للجمهور الذي يبقى الداعم الرئيس لنجاح واستمرار بعض التجارب التي حظيت بتشجيعه. وأكد حيدر أن القادم في المسلسلين لايزال يحمل الكثير من المفاجآت للجمهور، مؤكداً أنه لايزال عند قناعته بأن الجمهور فقط هو من يستطيع اعطاء الاشارة للاستمرار في أجزاء قادمة من عدمه بالنسبة لأي عمل متعدد الأجزاء، بما في ذلك «شعبية الكرتون». وبعد أن ظل لسنوات طويلة مقتصراً على عمل سنوي وحيد هو «شعبية الكرتون»، مال حيدر في السنوات الأخيرة إلى انجاز أعمال عدة في العام نفسه، لاسيما بعد توسع شركة الانتاج التي يديرها «فنر برودكشن» في مدينة دبي للإعلام. وحول ما إذا كان أحد البرنامجين قد أخذ مزيدأً من الاهتمام على حساب الآخر، قال حيدر: «هذا العام وزعت اهتمامي في مراحل الانتاج بين (أشحفان) الذي سخرت له جميع خبراتي قبل أن يشغل تفكيري على مدار موسمين لتقديم الجديد الذي يستلهم الخط الدرامي للمسلسل الإماراتي القديم، ويضيف نكهة الكرتون الساخرة، وبين (شعبية الكرتون) التي يربطنا جميعاً كأسرة تعاونت على ابداعها مشاعر وحالة خاصة، باعتبارها أول انتاجاتنا التي عرفنا من خلالها الجمهور». لذلك فإن من يعرف حيدر عن قرب، سيجد قلبه معلقاً بوليده الابداعي الأول، «شعبية الكرتون»، لكنه الوليد اليافع الذي لا يخشى عليه، في حين أن عقله مرتبط بأحدث نتاجاته، «أشحفان»، وفي الحالتين يقدم تجربة رائدة في مجال صناعة الكرتون المحلية. وقال حيدر لـ«الإمارات اليوم» إنه لايزال بصدد انتاج الحلقات الخمس الأخيرة من «شعبية الكرتون»، الذي من المنتظر الانتهاء منها تماماً في غضون أيام قليلة، مضيفاً «ما تبقى بعض التعديلات البسيطة التي من شأنها المساهمة في مزيد من الامتاع البصري بالعرض، لكنني قمت بتسليم 10 حلقات كاملة إلى ادارة الانتاج بمؤسسة دبي للإعلام قبيل بدء الدورة البرامجية للشهر الفضيل بوقت كافٍ». وأشار حيدر إلى حرصه الدائم على التجويد التقني عاماً تلو آخر، مضيفاً «نسعى للاستفادة من التحديث الدائم للتكنولوجيا في هذا الاطار، ونستخدم تقنيات تحريك متقدمة للغاية، فضلاً عن أساليب معالجة الصوت، وغير ذلك من الأمور الفنية، فضلاً عن الاستعانة بمواهب حقيقية في مجال الأداء الصوتي، واثراء أسرة شعبية الكرتون سنوياً بإضافات مهمة». وأكد حيدر أن محتوى الحلقات يبقى مثار جدل ونقاش بين أسرة «الشعبية» لوقت طويل، قبل أن نستقر على المضمون، مضيفاً: «بعض القضايا تفرض نفسها في كل موسم، لذلك سيجد المشاهدون أن هناك حالة من التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها المختلفة، في قالب من الكوميديا الساخرة والمحسوبة التي أصبحت بمثابة إحدى سمات شعبية الكرتون». وفي ما يتعلق بـ«أشحفان» اشار حيدر إلى أنه مرتبط بالخطوط الدرامية العامة التي أبدعها الراحل سلطان الشاعر ورفاقه عام 1978، مضيفاً «المختلف بالإضافة إلى خصائص صناعة الكرتون، أننا نعمل مع أحفاد أشحفان القطو، لذلك في الجزء الثاني من العمل الكرتوني، تبدو الشخصيات أكثر عصرية، لكنها تستمد طرافتها من صفة البخل والحرص الشديد أيضاً، ولكن في سياقات مختلفة تماماً».
مشاركة :