«شعبية الكرتون لن يتوقف».. بأسلوب البشرى السارة، جاء قرار حيدر محمد، بالعدول عن موقفه السابق بإيقاف مسلسل «شعبية الكرتون»، ليضيف لـ«الإمارات اليوم»: «بين قرار التوقف والعدول عنه وقت غير قصير، شهد متغيرين رئيسين، أولهما أن الضغط الذي كنا نتعرض له أثناء إنتاج حلقات الشعبية في الدورة الأخيرة، قد تلاشى، وهو الضغط الذي دفع أسرة (شعبية الكرتون) لاتخاذ قرار التوقف، حين بدا أن الاستمرارية ضرب من المستحيل، لكن بمجرد أن تم عرض تلك الملابسات على المدير التنفيذي لقطاع التلفزيون والإذاعة في مؤسسة دبي للإعلام، أحمد المنصوري، اتخذ جميع القرارات الكفيلة بفتح الطريق أمام استمرارية العمل». 7 لغات و«أمّ» قال مبدع «شعبية الكرتون»، حيدر محمد، إن «شعبية الكرتون» عبر عشرات القصص التي قدمها، كان سباقاً في الدعوة إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، بأسلوب سهل وبسيط، ولا يفتقر إلى العمقين الفكري والحضاري. وتابع «تعرضنا لهجوم لاذع، وكان الادعاء أننا نضم للشعبية أجناساً وأعراقاً متباينة في عمل محلي، كما قال البعض إننا (خربنا) لغة الجيل الجديد، على الرغم من أن العمل محاولة لأن يلتف أبناء هذا الجيل تحديداً حول عمل إماراتي، بعيداً عن إغواءات الأعمال الأجنبية». وتابع حيدر «نعم، التمسك بالهوية في جزء مهم منه يعود إلى إتقان اللغة العربية، لكن هذا لن يتم بعزل اللغة العربية عن لغة المنزل والمؤسسة التعليمية، كما هو سائد على نطاق واسع محلياً، وإذا كان البعض يفخر بأن أحد أبنائه يجيد سبع لغات، فالأكثر فخراً أن يجيد معها لغته الأم». رسالة مع «حمد» كشف حيدر محمد أنه تلقى الكثير من الرسائل الشخصية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، تطلب منه الاستمرار في مواسم جديدة من «شعبية الكرتون». وقال حيدر إن إحدى تلك الرسائل جاءت له من ابنه (حمد)، ومكتوب فيها: «12 موسماً، يعني أن هناك شخصاً كان في الصف الأول الابتدائي حينما تابع أولى حلقاته، وهو الآن، في عامه الدراسي الأخير بمدرسته، ويرى أن من حقه أن يحافظ على هذه العادة التي أصبحت طقساً يكبر معه، ومع آلاف الأسر التي يجمعها شامبيه ورفاقه، بعد الفطور». وتابع «ماأزال أتذكر دعم المنصوري في بدايات (شعبية الكرتون)، ووجدت منه دعماً مماثلاً بعد مرور (درزن) سنين، لهذا فإن الاستمرارية مدينة في جانب كبير منها لهذا الموقف الذي جاء في وقته تماماً». والمتغير الثاني، حسب حيدر محمد، كان ردة فعل الجمهور، والمطالبة باستمرار العمل «جميع العاملين في إنتاج المسلسل أصبحوا منذ نشر «الإمارات اليوم» نبأ التوقف، يحملون بشكل شبه يومي رسائل من جمهور، بعضهم يقابله مصادفة، وبعضهم من أهاليهم وربعهم، تطالب بإلحاح بعدم التوقف، فضلاً عن ردود الأفعال التي تصبّ في الرسالة ذاتها، على مواقع التواصل الاجتماعي». وأكد حيدر أن المسلسل لم يواجه مشكلات فنية، أو ما قد يعتبره البعض شح أفكار، بسبب استمراراه كل هذه السنوات، مضيفاً «قد يصدق هذا في حال كان المسلسل مشروعاً فردياً، لكننا منذ اليوم الأول نعمل بعقل جمعي في كل المراحل، كما أن أفكارنا في مجملها بمثابة نبتة اجتماعية، وصدى لقضايا واهتمامات وظواهر نعيشها، لذلك فهي متجددة ذاتياً». وأشار حيدر إلى أن أبرز ما يميز موسم هذا العام، هو العودة إلى موضوعات تهم الشباب والمجتمع المحلي، سواء في الحلقات التي تم عرضها بالفعل، مثل حلقة «منقول كما وصلني» بجزئيها، «السمكة»، «خلطة الجمال»، «أسلوب»، أو حتى الحلقات التي سيتم عرضها تباعاً مثل «بوكيمون.. جو»، «الإسباني»، «سفرة صيف»، «شبك الحرامي»، وغيرها. ورأى حيدر أن التحولات الجذرية التي أُدخلت على شخصية شامبيه جاءت بمثابة المفاجأة التي تقبلها الجمهور بأريحية، مضيفاً «لم يعد شامبيه (ناطوراً) كما اعتاد عليه الجمهور، بل صاحب مخبز رقاق، وتم اكتشاف سره بأنه متزوج من 14 عاماً، وأخفى حقيقته كي يبدو أعزب». وحول أبرز الشخصيات الجديدة قال حيدر «أضفنا هذا العام شخصية (تفوحة)، وهي زوجة شامبيه التي ظهرت للعلن، ويؤدي صوتها الفنان أحمد مال الله». ومع كل هذه السنوات من الإنتاج التلفزيوني، إلا أن حيدر محمد لايزال يرى أن مهنته الأساسية هي «رسام كاريكاتير»، حيث يضيف «من حسن الطالع أنني عدت لأسرة «الإمارات اليوم» في هذا التوقيت من جديد، لاسيما أن قرار التفرغ للمشاركة في إدارة شركة (فنر برودكشن)، كان حتمياً في وقت سابق، لذلك قررت العودة، وأنا أعلم أن باب الإمارات اليوم سيظل مفتوحاً، لأن حالة الحنين إلى تلك اللحظة لم تفارقني منذ خطوة التفرغ».
مشاركة :