هذه الخيرية هل هي تشمل كل الأمة مجتمعة؟ وإذا كانت كذلك لماذا لم يظهر عليها شيء من هذه – الخيرية – والله سبحانه وتعالى عند وصفه لها بهذه الخيرية لابد أن تكون أمة خير تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر :فهل هذه الأمة مجتمعة والتي يصل تعدادها أكثر من مليار ونصف مليار إنسان هم كذلك؟. لهذا توقفت طويلاً أمام هذه الآية الكريمة وأنا أقلب في فهمها وأنا أشاهد هذا الصراع بين أبناء هذه الأمة وهذه الدماء التي تسيل من هذه الأمة وهذا التكفير والتبديع في هذه الأمة .. فكيف توصف بأنها خير أمة أخرجت للناس وهذا حالها ومآلها .. إذن لابد أن هناك فهماً آخر لهذه الآية الكريمة لقد شعرت بالارتياح عندما عدت إلى القرآن الكريم فوجدت فيه – الحل – لهذه "الخيرية" حيث أوضحت بعض الآيات معنى الأمة حيث جاءت كلمة – الأمة – بشكل محدد وهي لا تعني الكل .. بل عكس ذلك : وكان إبراهيم أمة .. والدليل الآخر عندما جاء موسى عليه السلام إلى بئر مدين وجد عليها أمة من الناس أي أن الأمة ليس كل ناس القرية، إذن الآية لا تشمل – الكل – ولكن هناك أمة هي التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر والتي نبحث عنها في هذه - العواصف- التي تجتاح عالمنا الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه .. لنخرج من حالة الضياع التي نعيشها بشكل مزري بل ومخيف. ندعو الله أن نكون من هذه الأمة.