نتمسك بكل قشة نجاح وتطور واكتشاف علمي جديد، يعيد لنا الثقة بغد أجمل وأطيب وأكثر عدالة واستقرارا وسلاما، ينجينا من مخاطر العنف والكراهية والعنصرية والاختلافات والتمييز وعدم تقبل الآخر. ينجينا من صور وقصص الحروب والدم التي تحيط بنا وتكاد تجمدنا وتذبحنا ونحن في مكاننا. إنها عملية محاولة النجاة التي نمارسها يوميا، ونساند بعضنا البعض من خلالها. كنت أتابع خبراً جميلاً لاكتشاف كوكب ضخم جديد بشمسين لا شمس واحدة، واحتمال وجود حياة طبيعية فيه. أما عندنا في كوكبنا الارض، فيسود الانفعال والغرور والعنف بمشهد من نوع آخر... مكرر وسبق لنا رؤيته، لكننا لم نتوقعه خصوصاً في شهر رمضان، وهو شجار نائبين في جلسة البرلمان، بدأ بضرب أحدهما الآخر بالعقال، فرد عليه الثاني برميه بالحذاء. صراحة، تتوه الكلمات في وصف ما حدث، ويندى الجبين لهكذا سلوكيات تصدر في شهر الرحمة والطيبة والتسامح، ولا سيما أن هؤلاء كثيراً ما نادوا ونشروا ودعوا إلى هذه الفضائل في صفحاتهم على مواقع التواصل. أي تهور وانحدار وفعل لا مسؤول وغير حضاري، خصوصاً في وقت نحتاج فيه للتكاتف والتآزر لإنجاز التنمية والتطور المنتظر لمواكبة تحضر وتقدم بقية دول الخليج. صدمنا كمواطنين ونحن نقرأ ونتابع خبر وصور الخلاف والشجار المخزية. لكننا مسؤولون لأننا وضعنا هؤلاء هناك. نحن من انتخبناهم ووضعناهم تحت القبة. وها نحن اليوم نحصد ما زرعناه، وهذا درس لنا، لا يجب أن يمر مرور الكرام. هذا الشجار غير المتمدن بمثابة جرس إنذار لنا بضرورة الحرص الشديد والحذر في اختيار من ننتخب في المرحلة المقبلة. نختار الافضل والأصلح بعيداً عن التعصب القبلي والمذهبي والطائفي... نختار الكويت. كفانا رمي نعل و«عقل»... ارمونا بورد أو بمعرفة وثقافة... ارمونا بحكمة أو بإنجاز على سبيل التغيير.
مشاركة :