موت ذلك الصحفي | عبد الله منور الجميلي

  • 6/18/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في المؤتمر الصحفي الأوَّل الذي عُقد بداية شهر رمضان المبارك، وفيه عَرَضَ بعضُ الوزراء ملامح من (خطَّة التحوُّل الوطني 2020م)، أكَّد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد آل الشيخ بأنَّ الصحافة ستراقب مراحل تنفيذ المؤسسات الحكوميَّة لتلك الخطَّة؛ لأنَّ كلَّ المعلومات ستكون متاحة على شبكة الإنترنت! وهنا بما أن (الإعلام قد أصبح اليوم سُلطة تُراقِب السلطات الأخرى «التشريعيَّة والتنفيذيَّة والقضائيَّة»)؛ ولأنَّ (خطَّة التحوُّل الوطني) قَد طُرَحَت تفاصيلها بشَفَافِيَّة وعلانيَّة؛ ولكونها تحمل أهدافًا ونتائجَ ومؤشِراتِ أداءٍ يمكن من خلالها قياس مستوى التنفيذ؛ فقد حان الوقت ليتحوَّل إعلامُنا من مُجرَّد ناقِل للأحداث إلى مُشارك في صناعتها! نعم مستقبل وطننا ينادي بِـ(مَوْت ذلك الصحفي) القابع خلف مكتبه، وحاسوبه الآلي بانتظار أن تأتيه الأخبار من هنا وهناك على بريده الإلكتروني؛ ليكون دوره فقط إعادة صياغتها أحيانًا، وجَعْل اسمه سابقًا لها؛ وكأنَّه قد أتى بما لَم تأتِ به الأوائل! لابدَّ أن يموت ذلك الإعلامي الذي ضَعُفت ووَهَنَت قدراته المهنيَّة؛ فما كان منه إلاَّ اجترار الماضي بحِواراته مع ممثلين وممثلات، ومطربين ومطربات، مَلَّ الناسُ من تكرار حكاياتهم؛ وكأنَّ الوطن قَد أصابه العُقْم فلم يَلِد إلاَّ أولئك ليكونوا هم رمُوزه! مرحلة البناء والتحوُّل الإيجابي التي يعيشها وطننا في (عهد سلمان الحَزْم والأمَل) تفْرض ذلك الصَّحَفِي الميداني الفَاعِل الذي بمغامراته، وتقاريره، وتحقيقاته الاستقصائيَّة (يُرَاقِب، يكْشِف، يُساهِم في تطور وطنه، وأمنه، ووحدته)! وذلك يتطلّب جهودًا تنسيقيَّة بين وزارة الثقافة والإعلام، وهيئة الصحفيين السعوديَّة ورؤساء تحرير المؤسسات الإعلاميَّة؛ تعمل على تأهيل الصحفيين، وإكسابهم المهارات اللازمة عبر دورات داخليَّة وخارجيَّة، ومِن ثَمّ تحفيزهم بما يساعدهم على النجاح في مهمتهم ضمن منظومة التحوُّل الوطني، وهذا ما ننتظره واقعًا ملمُوسًا! aaljamili@yahoo.com

مشاركة :