التصريح الذي أدلى به مؤخرًا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وحذّر فيه روسيا من أنّ لصبر أمريكا حدودا، وأنّ صبرها بدأ ينفد حول سوريا وضرورة رحيل بشّار الأسد، يُذكّرني بأغنية أمّ كلثوم، رحمها الله، «للصبر حدود»!. تقول أمّ كلثوم في الأغنية: «ما تصبّرْنِيش بوعود وكلام معسول وعهود..!». وهذا بالضبط وبالتمام وبالكمال ما حصدناه من أمريكا حول سوريا، صبّرتنا بوعود وكلام معسول وعهود، بينما تمضي روسيا في دعم الطاغية بشّار الأسد ضدّ شعبه المنكوب، ومعها إيران الصفوية وحزبها الشيطاني في لبنان، ومعهم براميل القنابل التي تتساقط على رؤوس السوريين المدنيين الأبرياء مثل وابل من المطر!. والسيد جون كيري إنسان صابر، لكنّ صبره لا يُضيره، وهو يُعبّر عنه في قاعات المؤتمرات الفاخرة والآمنة، عكس الشعب السوري الذي تضرّر من صبره على الأرض، وعبّرت عنه أمّ كلثوم في الأغنية بأصدق تعبير إذ قالت: «أنا يا ما صبَرْت على نار وعذاب وهوان..!». ومن السذاجة السياسية أن نُصدّق أنّ صبر أمريكا بدأ ينفد حول سوريا، فالمُتسطّح في السياسة قبل المُتعمّق فيها يُدرك بوضوح أنّ هناك رضًا وسكوتًا منها بشكلٍ أو بآخر عمّا يدور في سوريا، وأنه حتى لو صدق الوزير في تصريحه فليس هناك وقت للإدارة الأمريكية الحالية لتتحرّك بعد نفاد صبرها، إذ بقي القليل لرحيلها عن البيت الأبيض لتأتي غيرها وتتنصّل من تصريحه، وقد تكون أكثر صبرًا من سلفها، فتزداد محنة الشعب السوري، الصابر الحقيقي، ويا أمان الصابرين!. حسنًا، ماذا بقي؟. بقي أن أذكّر الوزير بما ختمت به أمّ كلثوم الأغنية: «ما تصبّرْنِيش ما خلاص أنا فاض بيّ وملّيت..!. إنّما للصبر حدود.. يا حبيبي..!». @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :