وطني وأم المشكلات!! | طلال القشقري

  • 9/19/2016
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

الوطن هو البقعة الجغرافيَّة التي يعيش فيها المرء، ويشْغُفُ بحبِّه، ويعيش في جلباب تاريخه، وهو مُستقرُّ آماله وآلامه، ومستودع أحلامه وذكرياته، وباختصار فإنَّ الوطن هو الحياة!. هذه أعرابيَّة تزوَّجت قديمًا من رجل شهم، فحملها لوطنه مُعزَّزة مُكرَّمة، ووفَّر لها سُبل السعادة، ومع ذلك حنَّت لوطنها، حنَّت لماعزها، لكلبها، لصوت صرصور الليل الذي كانت تسمعه خارج خيمتها، وكانت تنشد: وَلِي وطنٌ آليْتُ عشقَهُ.. وألاَّ أرَى غيرِي لَهُ مالكًا! فما بالكم إن كان الوطن هو مثل وطني، هذا الكيان العظيم، المملكة العربيَّة السعوديَّة، بلد الحرمين الشريفين، الذي صدق فيه الشاعر بقوله: وَطَنِي لَو شُغِلْتُ بالخُلْدِ عَنْهُ نَازَعَتْنِي إِليهِ فِي الخُلْدِ نَفْسِي! ووطني اليوم، وبعد نهاية الحجِّ، ونجاح موسمه الباهر، أثبت أنَّه خيرُ مَن يُدير الحرمين الشريفين، وخيرُ مَن يُنظِّم الحجَّ، ويستضيف الحُجَّاج، وهو لا يفعل ذلك كواجب مُضطر إليه، بل يستمتع بقدره الإلهي في تنظيم الحجِّ استمتاع الشاعر العاشق بنظْم قصيدة غزليَّة لمعشوقته!. وهنا لا بُدَّ من الإشارة لرجال الأمن الذين يحمون الحجَّ من شياطين الإنس والدول، ويسبغون على الحُجَّاج من إنسانيّتهم المكنونة في صدورهم، بدءًا من قياداتهم العُليا، حتى أصغر الجنود رُتبةً في الميدان، وقد أدهشوا العالم بتذليل أنفسهم للحُجَّاج، ينثرون عليهم بُخار الماء، ويسقونهم زمزمًا، ويجعلون ظهورهم مطايا لأطفال الحُجَّاج ومُسِنِّيهم، يُرشدونهم، ويبتسمون لهم، ويحولون دون تدافعهم، وكلُّ ذلك دون مقابل، ممَّا لا تجده حتَّى في أكبر الدول استقطابًا للسياحة المدفوعة الثمن! لهذا، ألا يستحقُّ وطني التمجيد والشعر والإشادة؟. خاتمة: غرَّد أحدُهم في تويتر قائلاً: امتنعتْ إيرانُ عن حجِّ هذا العام، فكانَ أنجحَ المواسمِ، فأعطت العالمَ الدليلَ الدامغَ علَى أنَّها أمُّ المشكلاتِ!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :