أصبَحت اليَوميّات زَادًا شَهريًّا يَنتظره البَعض ويُحبّه، وبَعضٌ آخَر يَرفضه، فأهلاً بمَن رَحَّب، وأهلاً بمَن رَفَض، وهَذه طَائِفة جَديدَة مِن اليَوميّات: (الأحد) أُحبُّ الاعتذَار، وأُكْبِرُ وأُجِلُّ مَن يَعتَذر، رَغم أنَّ البَعض يُعرِّف الاعتذَار بأنَّه: (تَقَهْقُر نِظَامي، في مَعْرَكَة كَلاميّة خَاسِرة)..! (الاثنين) البُخل صِفَة ذَميمَة، لا تَليق بالشَّخص السَّوي، ويَكفي أنَّهم يُعرِّفون البَخيل بأنَّه: (رَجُلٌ يَنْتَحر جوعاً ليَقتل وَرَثَته بالتُّخْمَة)..! (الثلاثاء) التَّفَاؤُل مِن شِيَم السُّعدَاء، وهَذا مَعروف، لذَلك حَاولتُ أنْ أبْحَث عَن تَعريف للمُتشَائِم، فوَجدتُ كِتَابًا يَقول: (المُتشَائِم شَخص يُخيَّر بَين شَرّين، فيَختار الشرّين)..! (الأربعاء) كُنتُ أتسَاءل "مَع نَفسي"؛ عَن جَدْوَى إضَاعة العُمر، في مُحَاولة إدخَال البَهجة عَلَى قلُوب النَّاس، ليَشعروا بالسَّعادَة، فوَجدتُ تَعريفاً يَصف السَّعادَة بأنَّها: (عِطرٌ لا تَستطيع أن تَنشره في النَّاس؛ دُون أن يَعْلَق بِك قَطَرَات مِنه)..! (الخميس) سَألني أحد الأصدقَاء قَائلاً: مَا رَأيك فيمَن يُنافح ويُدافع؛ عَن مَبَادئ وقِيَم وفَضَائِل لا يَتقيّد بِهَا؟! فقُلتُ لَه: إنَّه مِثل ذَلك الغَبي؛ الذي يَفترش البَطانيّة طَمعاً في الدِّفء..! (الجمعة) سَألتُ رَئيس أحَد أندية الدَّرجَة الأُولَى: لِمَاذَا خَرَج فَريقك مُبكِّراً مِن بطُولة كَأس وَلي العَهد؟! فقَال: (يَا أحمَد، مُبَاريات خرُوج المَغلوب مَليئة بالمُفَاجآت، فحتَّى "برشلونة ومَانشستر يونايتد"؛ يَتعرَّضَان -أحيَاناً- للإذلَال؛ عَلى أيدي أنديَة مَغمورة)! حِينها تَذكَّرتُ تَبريرات أهل الاقتصَاد والسِّيَاسَة، وأدرَكتُ أنَّ عَدْوَى التَّبرير استَشْرَت في كُلِّ مَنَاحِي حيَاتنا..! (السبت) أوصَاني أحد الحُكمَاء قَائلاً: يَا بُني، تَذكَّر أنَّ الفَضَاءَات التي تُحلِّق فِيهَا الأفكَار؛ لَيس فِيهَا مُستقرٌّ إلَّا للنّجوم والأقمَار، ولتَكُن الطَّائرة قُدوَتك، فهي ستَحتَاج -عَاجلاً أو آجلاً- إلَى "كَفَرَات" حِين تَهبط، مَهمَا طَال السَّفَر..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّ هَذه اليَوميّات لا تَهتم بزَحزحة القنَاعَات، ولا تَكدير استرَاحة المُحاربين والمُحَارِبَات..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :