يوميات تلامس الأمنيات | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 9/4/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

غَابَت اليَوميّات، وانتَشَرَت في البَلَد الشَّائِعَات، فمِن قَائِل أنَّ صَاحبها مَات، ومِن قَائِل آخَر بأنَّها لَم تَعُد -في المُجتمع- مِن المَقبُولَات.. وإغلَاقًا لبَاب الشَّائِعَات، إليكُم آخر ما استُحدث مِن اليَوميّات: (الأحد) الشّعوب العَربيّة شَعوب أُميّة لا تَقْرَأ، وهَذه لَيست مُبَالغة، بَل إنَّ الأرقَام تَقول هَذا، لذَلك أُصيب رَأسي بالصُّدَاع حِين قَرأتُ مَقولة للأُستَاذ "صبري موسى"، يَقول فِيهَا: (مِن غَير المَعقول أنْ يَزيد عَدَد العَرب عَلى 200 مليون نَسَمَة، ولا يَتجَاوز مَا يُطبَع مِن الكِتَاب الوَاحِد ثَلاثة آلاف نُسخَة)..! (الاثنين) أُحب أن أستَخدم عَقلي في كُلِّ الأمُور، ولَكن استخدَام العَقل يُتعب، لذَلك أكبَرتُ الصَّحابي "عمرو بن العاص" -رَضي الله عَنه-، حِين قَال: (استرَاحَ مَن لَا عَقْل لَه)..! (الثلاثاء) تَعدَّدت مَفاهِيم السَّعَادَة، وتَنوّعت تَعريفَاتها، حتَّى بَلغت أكثَر مِن 100 تَعريف، ولَكن اليَوم وَقَعَت عَيني عَلى تَعريف جَميل بَديع للسَّعَادَة، يَقول فِيهِ صَاحبه الأديب "أنيس منصور" -رَحمه الله-: (السَّعَادَة أنْ يَتعَادَل مَا نَكسبه مَع مَا نُنفقه)..! (الأربعاء) لَا أُحب مُبالغة كَثير مِن الأُدَبَاء في وَصف الأَدَب، ورَفع مَكانة الأديب، لذَلك أَرَى كَثيرًا مِن المُبَالغة في قَول الرِّوائي الكَبير "يحيى حقي"، حِين قَال: (قَدَر الأديب أنْ يَتعرّى مِن أَجل أنْ يَكتسي الآخرون)..! (الخميس) يَا قَوم، الكِتَابَة مشوَار طَويل، طَويل، طَويل، ولَا يَغرّنكم مَن استَسْهَلُوهَا، وهَذا الأديب الكَبير "خيري شلبي" يَعترف قَائلاً: (كَتبتُ سَبعين كِتَابًا، ومَع ذَلك لَم أبدَأ الكِتَابَة بَعد)..! (الجمعة) كُنتُ أَظنُّ أنَّني طَالِب عِلْم، وإذَا بي أكتَشف أنَّني عَالِمٌ كَبيرٌ، قِيَاسًا عَلى مَقولة "عبدالله بن عمرو بن العاص" -رَضي الله عَنهما-، حِين قَال: (مَن سُئل عَمّا لَا يَدري، فقَال: لَا أَدري، فقَد أحرَز نِصف العِلْم).. وأعتَقد أنَّني عَالِم؛ لأنَّ عندي أكثَر مِن لَا أَدري..! (السبت) دَائمًا يَسأل النَّاس مَاذا يَقرؤون؟ لذَلكم أَعطيهم جوَابًا مِن الفَيلسوف الألمَاني "كافكا"، الذي قَال: (عَلى المَرء ألاّ يَقرأ إلَّا تِلك الكُتب التي تعضُّه وتوخزه.. إذَا كَان الكِتَاب الذي نَقرأه لَا يُوقظنا بخَبطة عَلى جُمجمتنا، فلِمَاذا نَقرأ إذًا؟.. عَلى الكِتَاب أنْ يَكون كالفَأس التي تُهشِّم البَحر المُتجمّد في دَاخِلنَا)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذه يَوميّات، تَأتيكم عَلى فَترات، فاقبَلُوهَا، أو ضَعوها في سَلّة المَنسيّات..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :