شهر رمضان يعزز علم اليقين 1 (21)

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

التسليم لله أحد المظاهر العبادية الحقيقية في معرفته تعالى، ولا يقتصر التسليم فقط إلى مجرد مظاهره، إنما يرجع إلى ضرورة الاعتقاد الصرف بألوهيته سبحانه وتعالى، ومن المؤكد أن الإنسان في حالة الطاعة يسلم أمره لله ويفوضه، وهو مظهر الإقرار والعبودية، ولذلك نقول إن شهر رمضان المبارك هو شهر يرفع من درجة العبد ومن نصيبه في العلم والمعرفة، واليقين وحق اليقين، وعلم اليقين وعين اليقين، ما يوصل الإنسان إلى هذه المراحل واحدة تلو الأخرى، بالإيمان والسكون لرب العالمين، عبادة الصيام من أقرب العبادات التي تحقق اليقين وعلم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، وتوصل الإنسان إلى المعارف والمعارج الروحية، وتوقد شعلة النور في قلبه. اليقين هو غوص وثبات مستند إلى إيمان حقيقي، ويتم الوصول إلى اليقين عن طريق البصيرة، والسبب لأن اليقين علم رباني الأساس قرآني المنبع، ووسيلته التلقي، ويشر الله تعالى بهذا الصدد في القرآن الكريم بقوله: (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم)، والعلم بشكل عام هو مجموعة من المعارف والنظم والقوانين والحيثيات المدركة بالحواس الخمس، ويتم الوصول للعلم عن طريق البصر، وهذا واضح في قوله تعالى: (الذي علم بالقلم)، العلم مادة مرئية والمعارف علوم ظاهرة، لأن الإنسان في مرحلة التعلم يتدرج لمراحل منها مرحلة العلم ابتداء، وعلم اليقين، وحق اليقين، وعين اليقين، ولذلك تشير الآية الكريمة إلى هذا النحو: (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون)، فلا يصل الإنسان إلى العلم إلا بالتعلم، وما إن يصل يلحقها بمرحلة علم اليقين، ولذلك هنالك الكثير من النظريات تنسف بعد فترة وحتى منها العلوم التجريبية التي تظهر عكس ما ظهر في بادئ المبدئ من اكتشافها أو ظهورها، والسبب أن العلوم كافة ابتداء قبل أن تكون فهي ظن. لليقين ثلاث مراتب من المعرفة، علم اليقين وهو النبأ الصادق عن شيء لكن دون رؤيته، أو التعامل معه، قوله تعالى: (كلا لو تعلمون علم اليقين)، الجن، وجهنم، والملائكة، واليوم الآخر، هم بالنسبة لنا علم يقين، لن لدينا نبأ صادق عنهم، ولكن هذا العلم لا يتحقق إلا بوجود فكر صادق نقي مؤمن، وعلم اليقين مكملا لعلم الهدى الذي يخص شعائر الشريعة والفقه والعقيدة، لذلك على الإنسان ألا يقتصر علمه على المعارف الظاهرية، بل يطلب من الله تعالى أن يزيده من العلوم الخفية التي مقرها القلب ومنها اليقين وعين اليقين وحق اليقين، وفي القران: (وقل ربي زدني علما)، وعلم اليقين عطاء إلهي يمن به على من يشاء، وكلما كان العبد أقرب إلى الله تفجرت الحكمة من قلبه وعلى لسانه، وكان اوعى وأقدر على البيان والفصاحة والتكلم بالمنطق والعلمية، فعلم اليقين أنباء إلهي ومعارف ربانية يصل إليها العبد المؤمن، وشهر رمضان هو أفضل الشهور التي يستزيد العبد فيها من قوة هذا العلم ومعرفته.

مشاركة :