خبراء : تنوع الاقتصاد المحلي وثباته يحميانه من عواصف «الانفصال»

  • 6/26/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أفاد خبراء و مسؤولون في شركات اقتصادية عاملة في أبوظبي بأن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي لن يكون له أي تأثير مباشر في اقتصادات دول منطقة الخليج، موضحين أن تأثيرات هذا الأمر قد تظهر على المدى البعيد في علاقة بريطانيا مع بقية دول الاتحاد الأوروبي. وذكر هؤلاء أن بريطانيا قد تكون مغرية أكثر مع انخفاض سعر الجنيه الاسترليني، مما يفتح المجال لمزيد من الاستثمارات والتبادل التجاري. قال حمد العوضي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: إننا نشهد ولأول مرة حدوث انفصال داخل الكيان الأوروبي، وإن العديد من الآراء والتوقعات التي جرى إطلاقها لا تعدو كونها تكهنات لما قد يحدث في المستقبل وغير دقيقة؛ لأننا لم نشهد حالة مماثلة بالسابق وعلى أساسها قد نضع التوقعات. وأضاف العوضي: عملية الاستفتاء ومن ثم الانفصال كانت بدعة جديدة، وتعتبر سابقة وقد تتكرر مرة أخرى من قبل دول أوروبية قد تجد نفسها غير مرتاحة داخل الكيان الأوروبي. معاهدات واتفاقيات وأوضح العوضي أنه من الناحية الاقتصادية هناك العديد من المعاهدات والاتفاقيات التي كانت تربط بريطانيا بأوروبا، سواء قبل انضمامها للاتحاد، أو خلال انضمامها له، ولكن الآن هذه الاتفاقيات بحاجة إلى إعادة صياغة من جديد، كما ستتأثر الشركات البريطانية التي تجد بالسوق الأوروبي سوقاً لمنتجاتها أو الشركات الأوروبية التي تتخذ من بريطانيا مركزاً لأعمالها وأنشطتها، ونتوقع أن تتغير الصورة خلال الفترة المقبلة. تداعيات كثيرة للخروج أما رضا مسلم، المستشار الاقتصادي ومدير عام شركة تروث للاستشارات الاقتصادية، فيقول: إن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يعدّ حدث الساعة ويكتسب أهمية كبيرة لما سيكون له من تداعيات على مختلف الأصعدة والاتجاهات، حيث إن بريطانيا تعتبر كياناً مهماً في الاتحاد الأوروبي، وخروجها مؤشر على توجه دول أخرى للخروج من ذات الاتحاد وفرط العقد بين دول الاتحاد. ويقول محمد مظهر حمادة، مدير عام شركة العين الأهلية للتأمين: إن العلاقات الثنائية بين دول الخليج وبريطانيا بشكل عام، وبين الإمارات وبريطانيا بشكل خاص، تعتبر قوية ومتميزة ومستقلة، وأرى شخصياً أنه لن تكون هنالك أي تأثيرات مباشرة على اقتصادات المنطقة جرّاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد يكون هذا الأمر أفضل لتعزيز العلاقات مع بريطانيا على المدى البعيد. وأضاف حمادة: أرى بشكل شخصي أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون أفضل لها، حيث تأثرت بالسابق بموضوع الهجرة وزيادة معدلات البطالة. رجح خبراء ماليون أن يكون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي انعكاسات سلبية، ولكنها محدودة نسبياً، على أسواق الأسهم المحلية. وتوقعوا في تصريحات ل الخليج أن يزيد خروج المملكة المتحدة من الضغوط البيعية على الأسهم المحلية. وقال غاري دوغان رئيس إدارة الاستثمار لدى بنك الإمارات دبي الوطني إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ألقى ظلاله على أسواق الأسهم العالمية، ولفت إلى أن أسواق دول المجلس بدورها سوف ينالها بعض التأثير، وقال إن التأثير سوف يكون محدوداً بصفة عامة مع انخفاض مستويات التداول بشكل عام في الآونة الأخيرة. وتوقع محمد علي ياسين العضو المنتدب لبنك أبوظبي للأوراق المالية، أن تنعكس عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سلباً على أسواق الأسهم المحلية، لا سيما مع تذبذب العملة وأسواق المال العالمية التي ستدفع المحافظ الاستثمارية إلى إعادة التوازن، الأمر الذي سيؤدي إلى ضغوط بيعية خلال الأسبوع الحالي. وأشار إلى أن حركة الأسواق العالمية المائلة للهبوط ستجعل المستثمرين يأخذون مواقف دفاعية لتقليل المخاطر، مع وجود ضغوط بيع على الأسواق المحلية من قبل المستثمرين الأجانب، كما ستدفع مخاوف المستثمرين وهبوط أسعار النفط لمستويات أقل إلى تراجع أحجام التداول، مشيراً إلى أن ضعف مستويات السيولة سيجعل السوق يفتح على مستويات أقل. الأمر ذاته أكده طارق قاقيش، مدير إدارة الأصول لدى مجموعة المال كابيتال، مضيفاً، في مجال قيام المصارف المركزية للدول الأوروبية بدعم أسواقها، سيدفع ذلك الأسواق المحلية إلى الانتعاش مجدداً، مشيراً إلى أن طلاق بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من شأنه الضغط على الأسهم وسيفاقم مشكلة شح السيولة. عمير الظاهري:استقرار وتعزيز للتعاون قال عمير الظاهري، رئيس مجلس إدارة مجموعة مدائن القابضة: بالتأكيد فإن التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد شكل صدمة كبيرة لأنصار البقاء ضمن هذا الفضاء، سواء كانوا بريطانيين أم دولاً أم أسواقاً مالية، وبرغم أن نتائج الاستفتاء كانت متقاربة، فإن أنصار الانفصال كانت لهم الغلبة، ويتوقع أن يكون لهذا الأمر آثاره السياسية والاقتصادية على المديين المتوسط والبعيد، إلا أن ما جرى عقب إعلان النتائج كان هزات قوية وكان لها ارتداداتها، حيث شهدنا تراجعاً في معظم البورصات العالمية وفي سعر صرف الجنيه الاسترليني، إلا أن هذا الأمر كان لفترة قصيرة ومحدودة، ولكن الأثر الأكبر سيكون خلال الفترة المقبلة. وأضاف الظاهري: ترتبط دولة الإمارات بعلاقات اقتصادية متميزة مع المملكة المتحدة وعبر اتفاقيات اقتصادية ثنائية، الأمر الذي سيضمن استقرار وتعزيز التعاون بين البلدين، وأن حدوث الانفصال قد يفتح المجال أمام شركات إماراتية للاستثمار في بريطانيا، كما قد يجذب هذا الأمر بعض الاستثمارات الأوروبية للاستثمار في الإمارات عقب إعادة توجيهها عقب الانفصال.

مشاركة :