تركت جريمة التوأم الإرهابية التي هزت المجتمع السعودي في حي الحمراء بالرياض من أقصاه إلى أقصاه جرحاً غائراً في نفوس الجميع، ليس لأنها الأولى من نوعها، فقد سبقها الكثير من العمليات الإجرامية في حجم البشاعة، وحجم الأذى والضرر، بل كونها تعد الحادثة النادرة التي اخترقت بصورة مباشرة أهم سياجات قيم المجتمع، في قتل الوالدين بصورة بشعة تؤكد مدی التشوه الفكري والأخلاقي الذي دفع بعدد من الشباب لارتكاب مفاسدهم وأحقادهم إذعاناً لسموم الفكر الداعشي المقيت. جريمة لا يتصورها العقل وحول هذه الحادثة البشعة، قال رئيس الأمن الفكري بجامعة حائل والباحث المعروف د. أحمد الرضيمان: إن الكتاب والسنة والعقل والفطرة تمقت ما فعله هذان المجرمان من قتل والديهما، ووالله لولا أن هذا أمر وقع لما استطاع الإنسان أن يصدقه، يقتل أمه وأباه الصائمين العابدين الوالدين الرحيمين اللذين أمر الله بصحبتهما في الدنيا معروفا ولو كانا يدعوان ابنهما إلى الشرك، فكيف وهما من أهل التقوى والصلاح والتوحيد؟!. وأشار د. الرضيمان إلى أننا نعوذ بالله من الفتن والضلال ودعاة السوء، وهذا الفعل ليس عليه دليل صحيح ولا ضعيف، وإنما هو ضرب من الجنون، ويؤسفني أن البعض يذكر نقولات من هنا وهناك في قصة منقطع إسنادها أن أحد الصحابة قتل أباه في بدر، وكأن هذين المجرمين لهما دليل يقتضي الجواب عنه، وهذا غير صحيح، فلا دليل لهما البته، فلدينا أمر محكم واضح جاء في القرآن وصحيح السنة أن نوحاً عليه السلام لم يقتل ابنه وكان كافراً، وإبراهيم عليه السلام لم يقتل أباه وكان كافراً، ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يقتل عمه وكان كافراً، وأن الله أمر الابن أن يحسن صحبة والديه الكافرين في الدنيا، وإن كانا يدعوانه للشرك، أتترك هذه النصوص المحكمة من الكتاب والسنة، ويتبع المتشابه في قصة سندها منقطع؟!. برامج لتحصين الشباب وأضاف رئيس الأمن الفكري بجامعة حائل: لو صحت تلك الرواية المنقطعة، فإن المتشابه يرد الى المحكم كما هي طريقة الراسخين في العلم، ولا يشوش على المحكمات بالمتشابه، كما هي طريقة الزائغين الذين يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، ثم إن تلك القصة لو صحت فهي في معركة ضد المشركين بقيادة النبي عليه الصلاة والسلام، فأين هذه من قتل والد في بيته، والمقصود انه لا دليل لهما، إنما هو السفه ووسائل التواصل مع عصابات الإجرام، والنظرة السوداوية التي دأب دعاة الفتن وصم المجتمع بها، وأنه لا خلاص إلا بدولة الخلافة المزعومة. وطالب د. الرضيمان ضرورة التعاون على البر والتقوى، وأن تراقب الأسر أبناءها، وجماعة المسجد يلاحظوا من لديه مؤشرات مريبة، وعلى مسؤولي التعليم والجامعات والشؤون الاسلامية أن يستشعروا مسؤوليتهم، فليس المطلوب هو فقط كلمة تكتب كتسجيل موقف، وإنما هي برامج وحوارات وتحصين، وجهود مكثفة في هذا الامر، ومؤكداً ان ما يسمى بالحيادية بين الدولة وأصحاب الفكر المنحرف التي يتشدق بها البعض، هي ضرب من الخيانة، فنحن مع دولتنا عملاً بحديث: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)، ومن كان محايداً لم يلزم إمام المسلمين. التثقيف الأمني والفكري بدوره، أكد الداعية الشيخ محمد النونان بأهمية التثقيف بكل ما يخص الجانب الأمني والفكري تجاه ظاهرة الإرهاب وخطورتها؛ وان هناك جهود كبيرة وبالغة في هذا الامر منها في التوجيه والمتابعة والتثقيف الاجتماعي ومحاربة هذا الفكر العفن ومحاصرة انتشاره. وأكد ان تواصل العمل في هذا الشأن مع الجهات يعزز من مهام التبصير بهذه الآفة المقلقة، ولحماية المجتمع من هذه الآفة التي تريد خراب ودمار وطننا وتغيير فطرة فلذات أكبادنا وشبابنا، مطالباً بأهمية الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الفئة الخارجة عن المنهج الإسلامي الوسطي الصحيح، وذلك بتضافر كافة الجهود. وأضاف الشيخ النونان، أن مثل هذه الجرائم البشعة ومنها جريمة التوأم، تحتم علينا الواجب الوقوف أمامها للوصول لأسباب ظهورها واجتثاثها من جذورها، وتحملنا المسؤولية جميعاً في محاربتها والقضاء عليها للحفاظ على أمن واستقرار هذا البلد الآمن، مشيداً بالكفاءة العالية لرجال الأمن بالمملكة، والنجاحات المميزة الذي تحقق بإلقاء القبض على الجناة. الشيخ محمد النونان
مشاركة :