منذ أن بدأت الحملة الانتخابية الأمريكية وأنا أتأمل شخصية ترامب شكلاً ومضموناً وأداء حيث أرجعني ترامب للتأمل بشخصية هتلر فالرجلان متشابهان في عدة نقاط؛ أولاها أنهما عصبيا المزاج الى درجة أنك لا تراهما الا غاضبين مزمجرين يستشيطان في الحديث والانفعال حتى أنهما يكادا ينفجران! وهما صيد سهل لمن أراد أن يستفزهما.. والثانية أنهما دكتاتوريا الطبع فرديا الأداء لا يرى الواحد منهما الا نفسه وهذا مرض قد يصيب الكثيرين، ونفهم المسألة حينما يكون فرداً من عامة الناس ، أما أن يكون زعيماً ولدولة عظمى فهذا جد خطير! وثالث ما لاحظته أنهما دمويان فقد كان هتلر لعنة في التاريخ البشري تسبب في مقتل خمسين مليون إنسان بسبب جنونه فدمر شعبه وشعوب المنطقة يوم لم يكن في يده سلاح نووي فما بالك اذا تولى الأمر في أمريكا واحد مثل ترامب؟!! ورابع الملاحظات أن الرجلين عنصريان فإذا كان هتلر قد فعل ما فعل باليهود فإن ترامب يتوعد المسلمين حيث يريد منعهم من دخول أمريكا ناسياً أن أمريكا حليفة لكل الدول العربية والاسلامية، وناسياً أن الملايين من المسلمين يحملون الجنسية الامريكية فهل يقول ما قال عاقل حريص على مصلحته الانتخابية وأصوات الناخبين؟! لن تقبل الغالبية الغظمى من الأمريكيين انتخاب ترامب لأنهم يريدون لبلدهم الاستمرار في الريادة الدولية ولا يريدون قتل أبنائهم في الحروب، فقد شكلت لهم فيتنام مرضاً نفسياً ، وها نحن نراهم ينسحبون من أفغانستان والعراق وصنعوا باعتراف هيلاري جنوداً مجانين من أمة العرب والمسلمين (داعش) يقاتلون بهم ويثيرون الطائفية ويمزقون الدول دون خسائر تذكر من الشعب الأمريكي. كما إن المزاج الأمريكي يحب التغيير فقد انتخبت أمريكا طيلة تاريخها السياسي رجالاً ليقودوها فلم لا يجربوا المرأة التي أثبتت وجودها في بريطانيا وألمانيا والهند وبخاصة أن انتخاب هيلاري ليس مجرد موضة نسائية بل هي صاحبة تجربة كسيدة اولى سابقة في البيت الأبيض وكوزيرة للخارجية الأمريكية. في ظني أن الرئيس القادم للبيت الأبيض هو هيلاري لأن العالم يموج وما سمي بالربيع العربي لم يستقر حيث الصورة غير واضحة كمشهد أخير ، كما ان القضية الفلسطينية لم يحن طي ملفها على وجه من الوجوه، والخلل الذي وقع في العلاقة مع تركيا يحتاج الى اصلاح، والعلاقة مع الروس تتطلب مهارة من نوع خاص. هذه العناوين وغيرها ترجح انتخاب الأمريكيين لهيلاري والأيام بيننا..
مشاركة :