تحمل الأمثال الشعبية كثيرا من الحكم والمواعظ التي تعبر عنها كلمات بسيطة سرعان ما يفهمها القاصي والداني، مهما اختلفت اللهجات والعادات، ولم تأت هذه الأمثال اعتباطا، بل هي نتاج خبرات طويلة لأجيال سابقة عايشتها في قصص وحكايات عززت من قيمتها، ورسخت الإيمان بها لاسيما الحجازية منها التي أصبحت أصل الحكاية. واستطاعت اللجنة المنظمة لمهرجان "رمضاننا كدا 3 " إعادة هوية تلك "الأمثال الشعبية"، بوصفها رؤية اجتماعية تدخل ضمن منظومة سياق "التراث الحجازي"، من خلال "فن الكاريكاتير" الساخر، وتقديم ملامح حقبة زمنية مهمة من التاريخ الحديث لجدة، بطريقة فنية مبتكرة، خاصة في ظل انفصال معرفي وزمني من قبل الجيل الجديد، حيث لم تغفل النسخة الثالثة من المهرجان، "الأمثال الشعبية" الحجازية القديمة، التي سادت حقبة ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، حيث دفع بها إلى واجهة الحياة المعاصرة، باعتبارها رمزية دلالية تعبر عن الحياة الثقافية، والاجتماعية للمجتمع الجداوي. ويجد الزائرون أنفسهم بين أكثر من 20 لوحة فنية موزعة على مسار فعاليات "رمضاننا كدا"، تعبر عن الأمثال الشعبية التي قام برسم ملامحها محمد غبرة الفنان التشكيلي، بطلب من إدارة مهرجان جدة التاريخية، للتعبير عن الدلالة الاجتماعية عن تلك الأمثال التي تعتبر إحدى الركائز التراثية لمنظومة التناقل الشفهي الشعبي. ويقول محمد غبرة إن الهدف من تلك اللوحات إعادة ملامح الأمثال الشعبية الحجازية، وحفظها من الاندثار في ظل عصر التقنية المعلوماتية الهائل.
مشاركة :