يستحوذ مرض السكري على مكانة كبيرة وسط الأبحاث العلمية التي تسعى لإيجاد حلول كثير من الأمراض، ومن المجالات التي يبحث فيها العلماء عن علاج لتلك الأمراض ـ ومن ضمنها مرض السكري ـ هو مجال التغذية، والتي باتت لا تقل أهمية عن مجال العلاج بالعقاقير. اتفقت دراسات حديثة ومتعددة على أن البامية تفيد مرضى السكري بدرجة كبيرة، حيث توصل الباحثون إلى أنها تضبط معدلات السكر بالدم لدى مرضى السكري، وقد عرف ذلك النوع من الخضراوات منذ عهد قديم، حيث كانت تستخدم ثمرتها وأوراقها في تسكين الآلام في الطب التقليدي الشرقي، كما كانت تستخدم كمرطب، ولعلاج اضطرابات البول، ولحث الولادة الطبيعية؛ وفي الوقت الحالي ثبتت فائدتها في تحسين أعراض السكري وإن لم تثبت فعاليتها في علاجه بصورة نهائية؛ وهي نبات متوفر في كثير من البلدان ويتم تحضيرها بطرق مختلفة. قامت دراسة نشرت نتائجها عام 2005، بالبحث في فوائد البامية من خلال التجربة على الفئران التي عُرِّضت لمرض السكري وكانت المادة الفعالة مجال البحث هي مادة ميريستين الموجودة بالبامية وبأوراق الشاي وغيرها الكثير من المنتجات الزراعية، وعندما تم استخلاص تلك المادة من البامية وحقنها للفئران تحسن امتصاص السكر بالعضلات لديها وتراجعت معدلاته بالدم، وفي دراسة منفصلة نشرت عام 2011 وجد الباحثون أن هنالك علاقة بين تناول البامية وتراجع معدلات السكر بالدم، فعندما غذى الباحثون الفئران بمحلول سكري وفي الوقت نفسه قاموا بإدخال بامية نقية إلى جوفها عبر أنبوب التغذية، تراجعت معدلات السكر بالدم لديها، ويعتقد العلماء أن السبب يعود إلى أن البامية تمنع امتصاص السكر داخل الأمعاء، وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض العقاقير التي يستخدمها مرضى السكري يجب عدم تناول البامية بعدها مباشرة، فقد وجد أن البامية تحول دون امتصاص تلك العقاقير داخل الأمعاء فتفقد فعاليتها، كما يجب تناولها باعتدال لاحتوائها على مادة اكسلات التي تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بحصوات الكلى لمن هم عرضة لتلك الحالة.
مشاركة :