أعلن العلماء أن تياراً كهربائياً يمكن أن يعيد البصر للمصابين بمرض الجلوكوما الذي يؤثر على ملايين البشر. وتعتبر الجلوكوما السبب الرئيسي الثاني للإصابة بالعمى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتحدث الجلوكوما عندما لا يتم تصريف السائل بشكل صحيح من العين، مما يتسبب في تلف العصب البصري الذي يربط بين العين والدماغ. ويعاني مرضى الجلكوما من ضبابية في الرؤية؛ حيث يشعرون كما لو أنهم ينظرون من خلال نظارة متسخة العدسات وتزداد الحالة سوءً مع تقدمهم في السن. ولا يوجد في الوقت الحالي أي علاج لهذه الحالة المدمرة. الآن، أظهر العلماء أن تمرير نبضات من الطاقة الكهربائية في أدمغة مرضى الجلوكوما يحسن بصرهم ونوعية حياتهم. وتمكن المرضى الذين خضعوا للعلاج بالتيار الكهربائي على المشي بدون مساعدة من أحد بعد عشرة أيام من العلاج. وتمكنوا كذلك من رؤية الأشياء البعيدة وقراءة الكتابة الصغيرة. وتعتبر هذه المعالجة الأولى القادرة على عكس الضرر وإعادة الرؤية. وفي الوقت الراهن الخيارات الوحيدة المتاحة للمرضى هي الوقاية من العمى في المستقبل. وتعرف الطريقة العلاجية الجديدة بـالحفز بالتيار المتردد (ACS)، وينطوي على ربط أربعة أقطاب حول عيني المريض. ويقوم الأطباء بتمرير التيار مباشرة إلى الدماغ لحوالي 50 دقيقة. ويقوي هذا العلاج عمل الدماغ الذي يصبح قادراً على فك رموز المعلومات الواردة عبر العصب البصري التالف. وقام فريق من الباحثين في جامعة ماغديبورغ في ألمانيا بدراسة 82 مريضا، من بينهم 45 خضعوا للعلاج بالحفز بالتيار المتردد لمدة عشرة أيام. وأظهرت الاختبارات التي أجريت لهم بعد ذلك أن الرؤية عندهم تحسنت بنسبة 24 بالمئة، وقال كثير منهم إن الرؤية عندهم أصبحت أقل ضبابية وأنهم أصبحوا قادرين على قراءة الخطوط الصغيرة مرة أخرى. وقال الدكتور برنارد سابل، الباحث الرئيسي في الدراسة التي نشرت في مجلة ( PLOS One) أن التقنية كانت فعالة ولذلك ينبغي أن تقدم بشكل روتيني من قبل المستشفيات. وأضاف الدكتور سابل هذه الطريقة العلاجية تمكن من استعادة البصر جزئياً عند المرضى الذين يعانون من فقدان البصر الدائم والناجم عن تلف العصب البصري. ويعتبر العلاج بـالحفز بالتيار المتردد وسيلة آمنة وفعالة لاستعادة الرؤية جزئيا بعد تلف العصب البصري ومن المرجح أن هذه الوسيلة تعمل على إعادة مزامنة شبكات الدماغ التي كانت غير متزامنة بسبب فقدان البصر. وتعتبر هذه الطريقة أول تجربة سريرية واسعة النطاق في مجال تشكيل الدماغ بدون تدخل جراحي باستخدام التيارات الكهربائية.