في حلقة بثتها قناة الجزيرة عن الواقع العربي مساء يوم الأربعاء الموافق 2962016 ناقشت الدور الإيراني في سوريا. والمتابع لما جرى في هذه الحلقة يجد أن إيران تحاول منذ عقود إعادة تسخين المذهبية الشيعية, من خلال الطقوس التي أدخلتها في السنوات الأخيرة حيث هناك مبالغه إيرانية لتضخيم عدد المزارات على مدار العشر سنوات الأخيرة وخصوصاً في أواخر حكم الرئيس حافظ الأسد كونه كان مريضاً وعاجز عن التحكم في مختلف دواليب الدولة. وفي أواخر التسعينات شهدت سوريا بناء كثير في المزارات الشيعية, مثل مقام السيدة سكينة في داريا. إما بالنسبة لمقام السيدة زينب فقد وسعته إيران اقتصادياً كما إنها استحدثت الكثير من المقامات وقامت باستقطاب وشراء أصحاب الضمائر الضعيفة لنشر التشيع. وبالنسبة لحزب الله فإن هناك تحول هام وكبير في الخطاب السياسي للحزب, فقد أصيب بانتكاسات في خطاب ((الممانعة و المقاومة)) وهذا ما جعله يحاول استحضار الشعيرة المذهبية, زاعماًً ان المستهدفين هم أقلية شيعيه, وهذا لا يستقيم من دون تضخيم دور الأضرحة , ولا ننسى ان حزب الله قد لعب بالموديل المذهبي الشيعي اللبناني. وإذا ما رجعنا إلى قصة الأضرحة فمقام السيدة زينب أصبح محاطا بمجمع شيعي إيراني كبير. وقد حاولت ايران استخدام التنوع الطائفي وأرادت أن تخلق لها نفوذ في سوريا فانطلقت ضمن رؤيتها الإستراتيجية الشيعية حيث بدأت بتشييد بعض المزارات واعتمدت التشييع السياسي حيث استثمرت الكثير في مدينة الرقة التي يصفها الإيرانيون بأنها (التاج ألصفوي) وعندما احتلت داعش الرقة وجدنا الذين تشيعوا سياسياً أصبحوا دواعش عند البغدادي؟؟! كما أن إيران بدأت مبكراً بإرسال السياحة الدينية لتغيير ديمقراطية السكان. وسوريا كما نعلم هي مجتمع صنعته صيرورة تاريخية لكن جاء مشرط الجراح الإيراني لمحاولة تحويله شيعياً, حيث حاولت ايران وما تزال تحاول إحداث تغيير ديمغرافي لا يتم عن طريق نشر الدعوى, بل يكون عبر عميلة ترانسفير (تهجير) وهذا ما حدث في ريف دمشق. وبالعودة إلى الأضرحة والتي أصبحت تسمى (حرب القبور) فبالنسبة لضريح السيدة زينب فيشكك اغلب السوريون بوجود هذا الضريح وغيرة من الأضرحة, بعكس ما تدعي ايران ويؤازرها حزبها (حزب الله) ان هناك (عشر) مزارات أو مقامات أو أضرحة وهي : 1-ضريح السيدة زينب 2-ضريح السيدة رقية بنت الحسين 3-رأس الحسين في الجامع الأموي 4-مقبرة باب الصغير حيث تضم عدداً كبيرا من ال بيت 5-ضريح السيدة سكينة بنت الحسين 6-قبر حجر بن عدي الذي يقع في بلدة عدرا 7-مقام زين العابدين في الرقة 8-مقام عمار بن ياسر في الرقة 9-مقام صفين 10- مشهد الحسين في حلب ولكن المتتبع للروايات التاريخية الدقيقة و الغير منحازة, يجد ان اغلب هذه المزارات و المقامات هي من خلق فقهاء المذهب الشيعي, وهي وسيلة إيرانية لنشر التشيع, ومحاولة تحويل الكثير من السنة وهم الغالبية العظمى في سوريا إلى شيعية بالإغراءات بالدولارات الإيرانية ودعوات الملالي الطائفية وخلق الفتنة بين السورين أنفسهم عن طريق النظام بقيادة السوري الرئيس بشار الأسد الذي يسير على طريقة والده حافظ الأسد, الذي هندسة عندما كان قائداً لسلاح الجو السوري, حيث استحدث المخابرات الجوية التي تعتبر أقوى و أشرس فروع المخابرات العديدة, التي أذاقت السوريين مرارة الاعتقال ثم التعذيب المنهي دائماالى الموت. بقي أن أشير أن المتتبع لتصريحات الرئيس بشار الأسد,حيث قال في إحداها (أن كل من يدافع عن سوريا هو سوري بغض النظر عن جنسيته) بل أن (الفرقة 16) قد منحت الإيرانيين و الأزبك والأفغانيين ألشيعه وكذلك بعض المنظمات العراقية الشيعية مثل عصائب أهل الحق, وسيف الحسين وغيرها, بطاقات هوية سوريا في محاولة للتغير الديمغرافي. كما أن الرئيس بشار الأسد صرح بأنة يسعى إلى تكوين الدولة المفيدة, التي تمتد من ريف دمشق إلى الساحل السوري حيث تصبح هذه (الدويلة) مستقبلاً دولة نسيجها يتكون من الأقلية العلوية الشيعية مع أقلية مسيحية وغيرها لذر الرماد في العيون. *استاذ القانون الاداري و الدستوري كلية القانون – جامعة ال بيت
مشاركة :