حارة الشيخ تعيد أعمالا أدبية عن الحجاز للواجهة

  • 7/2/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

خيمت أجواء من التساؤلات والتطلعات على قطاع واسع من المشهد الثقافي في السعودية، إثر عرض العمل الدرامي "حارة الشيخ" الذي أثار ردود أفعال متباينة، في نتيجة وصفها الكاتب المخضرم الدكتور عبدالله مناع بأنها طبيعية، معللا ذلك بأن الناس تريد أن ترى صورتها على الشاشة، ولكن في عمل يستحق أن يكون معبرا عنها. تجربة دياب ذكرت مصادر عدة أن فكرة العمل قديمة ترجع لسنوات، حيث خططت قناة "ام بي سي" لإنتاج مسلسل يقدم الحارة الحجازية، وأنها تفاهمت مع الكاتب السعودي الراحل محمد صادق دياب "1943 - 2011"، حول هذا الخصوص. وأكدت أرملة دياب السيدة خيرية منصور لـ"الوطن" المعلومة، ذاكرة أن الأمر طرح على زوجها "دياب"، وبدأ في الإعداد له، وفجأة توقف كل شيء، دون أن تعرف أسبابا واضحة لذلك، لكنها تعرف جيدا أن "دياب" كان متحمسا لبدء العمل، ورسم خطوطا عريضة له، وكان واعدا بتقديم ملامح حقيقية للحارة الحجازية في عمل درامي نابع من تجربته الحياتية والكتابية "على حد قولها". ويرى الدكتور عبدالله مناع أن "الدراما لدينا تكاد تكون كارثة مطلقة، غالبية العاملين فيها ليست لديهم أي فكرة عما يعملون فيه، لذلك وإن كنت أرشح أعمالا أدبية يمكن تحويلها إلى دراما فنية وتكون معبرة عن الحجاز، فسأختار "خالتي كدرجان" لأحمد السباعي، ويمكن أيضا أن أختار" حياتي مع الجوع والحب والحرب" لعزيز ضياء، وإن كانت الأخيرة تحتاج لمخرج لا يقل قيمة وعبقرية عن مصطفى العقاد "رحمه الله" مثلا. وفي المجمل الدراما تحتاج أشياء كثرة جدا، قد لا تمتلكها الدراما في السعودية، لكي تنتج أعمالا تكون مقنعة للجمهور. تاريخ الحجاز ليس "شونا" رصدت "الوطن" حالة عدم رضا شريحة واسعة من المثقفين والكتاب عن العمل، واقتراحات تتكئ على ضرورة استثمار المنجز الروائي السعودي لإنتاج أعمال درامية، مبدين مخاوفهم من استمرار الترهل الدرامي على مستوى المحتوى والقيمة الفنية، ولافتين على المدى البعيد إلى حتمية الاتكاء على المنتج الروائي الرصين، ومستشهدين في هذه الرؤية بالنجاح الكبير الذي يحصده مسلسل "أفراح القبة" المستوحى من رواية لنجيب محفوظ. وسجلت مواقع التواصل الاجتماعي، ميدانا لتبادل المثقفين رؤاهم حول الحالة الدرامية، وخاصة ما يتعلق منها بتاريخ وواقع الحجاز، إذ قال الناقد حسين بافقيه إنه "بإمكان المهتمين بالدراما السعودية تحويل العمل الأدبي "رحلة العمر" لـ"محمد عبدالحميد مرداد" إلى دراما فنية مدهشة لـرمضان القادم. بينما ذهب الدكتور عبدالله المعيقل إلى أن النص في "حارة الشيخ" بالغ الضعف ومشوه لصورة الحجاز وتاريخه وتراثه العريق، وإظهاره وكصراع بين قبضايات وفتوة الحارة، مع تغييب الوجه الحقيقي للحجاز ولثقافته ولأسلوب حياة الناس الجميلة آنذاك، التي لا علاقة بينها وبين الشكل الذي ظهر في المسلسل. فيما قال الكاتب الروائي علي العلي "تاريخ الحجاز ليس "شونا" وصراعا على من يكون فتوة الحارة. فتاريخ الحجاز مترع بالمثقفين والتنويرين، الذين أثروا بالنهضة الاجتماعية في كل المجالات من فن وعلوم وأدب، وليت الكاتب أنار لنا هذه الجوانب من حياة الناس في تلك الحقبة، كما أن الحبكة الدرامية في العمل غير جذابة وتفتقد للدهشة. شدد الشاعر والفنان عبدالهادي الشهري على دور المخرج المثقف المطلع على الأعمال الروائية المحلية. وقال: في هذا الجانب هناك رواية "فتنة جدة" لمقبول العلوي، وقد أوردتها هنا لأنها تتحدث عن جدة في فترة مقاربة بل إنها تمتاز بتوفر الجانب "التوثيقي/ التاريخي" وهي رواية مكتوبة بحرفية عالية واقتدار. إنتاج تجاري هناك من رشح روايتي "وادي إبراهيم" لكنني أرشح رواية "سقيفة الصفا" لحمزة بوقري -رحمه الله- التي أرى أن تحويلها إلى دراما ليس سهلا، فهو يتطلب إلى جانب فهم بيئة الرواية من الناحية المكانية، فهما لنفسيات شخصيات ذلك العمل وعلاقاتها الروحية بالمكان. فهي من وجهة نظري من نوع السهل الممتنع، التي تتطلب عمقا ثقافيا لتحويلها لعمل درامي. وعموما يبدو لي أن أنتاج مثل هذه الأعمال، أو غيرها يتطلب بداية وجود منتج مثقف ومستقل عن آلية الإنتاج الموجودة حاليا، والتي تتحكم بها محطات تلفزيون تجارية بعيدة تماما عن روح الفن. صلاح القرشي روائي الرؤية البصرية معظم الأعمال الروائية قابلة للمعالجة الدرامية، ولكن هذا التحويل سلاح ذو حدين من ناحية أنه ممن يشكل صدمة للقارئ الذي أعجب بالعمل المكتوب وخيب أمله العمل المحول إلى فيلم أو مسلسل أو مسرحية. وهناك أعمال روائية رائعة ومتجاوزة فشلت فشلا ذريعا، عندما حولت إلى عمل سينمائي أو تليفزيوني. ويعود ذلك ربما إلى عدم وجود كاتب السيناريو المحترف، الذي يستطيع تطويع مادة الرواية الخام إلى حوار ورؤية بصرية تتناغم مع العمل الروائي. ولابد أن يكون كاتب العمل مطلعا على كل مراحل تحويل عمله الروائي إلى عمل فني. فالعملية تكاملية بين الكاتب والمخرج والسيناريست، ولا يمكن أن ينجح عمل روائي لتحويله إلى عمل درامي دون تضافر الأركان الثلاثة. روايتي "فتنة جدة" أراها قابلة للتحويل الدرامي مثلها مثل معظم الأعمال الروائية الأخرى، ولكن شرطي الوحيد أن تحظى بكاتب سيناريو وحوار محترف، ومخرج لديه رؤية، لأن الفنون الأدائية تعتمد على الرؤية البصرية المبهرة للمشاهد والحوار المقنع له في نفس الوقت. مقبول العلوي روائي

مشاركة :