حسب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، فإن ما بين 64 و116 مدنياً قتلوا نتيجة برنامج الطائرات من دون طيار السري. ونشرت الحكومة الأميركية تقريراً، الجمعة الماضي، يقول إن ضربات مكافحة الإرهاب التي كان يتم تنفيذها بطائرات من دون طيار في الفترة ما بين يناير 2009 و2015 قتلت بضع عشرات من المدنيين، لكن الخبراء يقولون إن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. وصدر التقرير عن مكتب مدير الأمن الوطني، الذي يقوم بتحليل 473 ضربة طيران في كل من باكستان واليمن والصومال وليبيا، تم تنفيذ معظمها بطائرات من غير طيار. وقال التقرير إن ما بين 2372 و2581 مسلحاً قتلوا في هذه الهجمات. وتقدم حكومة الولايات المتحدة تعريفاً مبهماً للمسلحين الذين تستهدفهم وتعتبرهم إرهابيين. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في عام 2012 أن الرئيس أوباما قبل بطريقة مثيرة للجدل في إحصاء أعداد الإصابات في صفوف المدنيين، والتي «تعتبر جميع الذكور في عمر حمل السلاح في المناطق الملتهبة باعتبارهم مسلحين، ما لم تكن هناك معلومات استخباراتية واضحة قبل قتلهم تؤكد غير ذلك». ولسنوات مضت انتقدت منظمة العفو الدولية التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، السرية التي تنتهجها حكومة الولايات المتحدة في برنامج الاغتيالات السري الذي تنفذه عبر الطائرات من دون طيار، حتى أنها أشارت إلى أن إدارة أوباما ربما تكون متورطة في جرائم حرب. • لسنوات مضت انتقدت منظمة العفو الدولية التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، السرية التي تنتهجها حكومة الولايات المتحدة في برنامج الاغتيالات السري الذي تنفذه عبر «الطائرات من دون طيار». ووصف أوباما التقرير الذي صدر يوم الجمعة الماضي بأنه دليل على أن إدارته ملتزمة بالشفافية، لكن العلماء والصحافيين ومسؤولي حقوق الإنسان الذين راقبوا برنامج الطائرات من دون طيار يشعرون بالقلق من أن النتائج التي توصلت إليها التحقيقات تم تقليلها بصورة كبيرة. وكانت منظمة مكتب الصحافة الاستقصائية، وهي القوة الرائدة في توثيق إصابات الطائرات من دون طيار، قد أشارت في تصريح لها إلى أن الأرقام التي نشرتها حكومة الولايات المتحدة مجرد «جزء» من الأرقام التي عثر عليها البحث التفصيلي. واستخدمت المنظمة تقارير من صحافيين دوليين ومحليين، وتحقيقات المنظمات غير الحكومية، ووثائق حكومية مسربة، ووثائق المحكمة، ونتائج تحقيقات ميدانية، لتحليل الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة من دون طيار في الفترة ما بين 2009 و2015. واكتشفت أن هذه الضربات الجوية قتلت ما بين 380 و801 مدني على الأقل، أي أكثر بمرات عدة من الرقم الذي تحدثت عنه إدارة أوباما، وحتى الرقم الذي توصلت إليه المنظمة يبقى تقييماً متحفظاً استناداً إلى تقارير إعلامية حذرة. وتحدث موقع «صالون» مع المراسل في منظمة مكتب الصحافة الاستقصائية، جاك سيرل، الذي تخصص في برنامج الطائرات من دون طيار. وقال سيرل «تعتبر هذه المعلومات المنشورة خطة مرحباً بها نحو مزيد من الشفافية، لكننا حتى الآن لا نملك أية معلومات عن ضربات معينة، وبالتحديد ضربات عدة أدت إلى مقتل عدد كبير من المدنيين حسب مراقبتنا، الأمر الذي يجعل من المستحيل التوفيق بين أرقامنا للإصابات في صفوف المدنيين، وبين أرقامهم»، أي إدارة أوباما. وبعد أن قام مدير الأمن الوطني بنشر تقريره، أصدر الرئيس أوباما أمراً تنفيذياً يدعو الحكومة إلى نشر معلومات عن الإصابات في صفوف المدنيين بصورة سنوية، وتقديم التعازي لعائلات الأشخاص الذين يتضررون من الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة. وأثنى مراقبو حقوق الإنسان على الخطوة التي اتخذتها الإدارة، غير أنه لايزال لديهم العديد من المخاوف. وقالت لورا بيتر من مجلس الأمن الوطني التابع لمنظمة هيومن راتس ووتش لموقع «صالون» إنها تشعر بالشكوك إزاء أرقام إصابات الحكومة. وأضافت «من الصعب تقييم دقة أرقامهم، لأن الضربات تتم خلال فترة طويلة، وفي دول عدة». وقالت بيتر «رفضت الولايات المتحدة أن تشرح لنا من هم الأشخاص الذين تستهدفهم، والسبب الذي من أجله تستهدفهم، الأمر الذي يجعل من المستحيل تأكيد أرقام إصاباتهم».
مشاركة :