موقعة إشبيلية.. جرح لن يندمل

  • 7/6/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه منتخب فرنسا نظيره الألماني الخميس في نصف نهائي كأس أوروبا 2016 أملا بحصد باكورة انتصاراته في البطولات الكبرى منذ مونديال 1958 أمام ناسيونال مانشافت. وعودة إلى أبرز المواجهات الكلاسيكية بين الفريقين فقد حسم الفرنسيون مباراة تحديد المركز الثالث في كأس العالم عام 1958 لصالحهم بواقع 6-3 امام المانيا الغربية بعدما خطف جوستين فونتين أربعة أهداف، مقابل هدف لكل من زميليه ريمون كوبا وايفون دويس. وما برح رصيد فونتين البالغ 13 هدفا في نهائيات مونديال 1958 عصيا على الكسر حتى الساعة، وتحديدا على مستوى نسخة واحدة في المونديال. وفي مواجهة اعتبرت من اعظم المواجهات على مر العصور تعادلا بنتيجة 3-3 وفازت المانيا 4-5 بركلات الترجيح، في نصف نهائي كاس العالم 25 يونيو 1982، لكن اعتداء الحارس الألماني هارالد شوماخر على الفرنسي باتريك باتيستون في احدى المحاولات، طغى على فوز الالمان إذ تعرض مدافع فرنست لاصابات خطيرة في الاضلع وفقد عددا من اسنانه. ودخل باتيستون إبان الاعتداء في حالة غيبوبة، فيما اعتقد ميشال بلاتيني أن زميله قد فارق الحياة على ارض الملعب، وفق ما أورد النجم الفرنسي بعد أعوام من الحادثة. وأكد شوماخر دوما أنه سعى لقطع الكرة، لكن الحكم المباراة الهولندي تشارلز كورفر لم يعاقبه البتة كونه لم ير الواقعة. وشهدت المباراة بين عملاقين كرويين كبيرين كرا وفرا، إذ ادرك بلاتيني التعادل من علامة الجزاء بعد دقائق معدودة على هدف بيير ليتبارسكي الافتتاحي لصالح المانيا الغربية. واحتكم المنتخبان إلى شوطين اضافيين، وتقدم الفرنسيون 3-1 بفضل ماريوس تريزور والان جيريس، بيد أن كارل هاينتس رومينيغيه وكلاوس فيشر أدركا التعادل لصالح ناسيونال مانشافت بواقع 3-3. وأهدر ماكسيم بوسيس ركلة حاسمة خلال امتحان ركلات الجزاء الترجيحية، مؤكدا فوز المانيا الغربية بواقع 5-4 وعبورها بالتالي إلى المباراة النهائية. وتحولت افراح الألمان إلى أتراح كونهم عادوا وسقطوا في موقعة النهائي في مدريد بواقع 3-1 أمام ايطاليا ومدربه القدير انزو بيرزوت. وذكر الان جيريس خلال استذكاره موقعة اشبيلية: إنه جرح لن يندمل أبدا. وارست إحدى الصحف الفرنسية إحصاء عقب انتهاء بطولة العالم عام 1982، لتحديد هوية الشخص الاقل عشقا من قبل الفرنسيين، افضى إلى اختيار شوماخر على حساب الزعيم النازي ادولف هتلر. وفي نصف نهائي كأس العالم 25 يونيو 1986، فازت ألمانيا الغربية 2-صفر وبقي التنافس على أشده بين المنتخبين الكبيرين بعد أربعة أعوام على حادثة شوماخر-باتيستون المشؤومة. سارع الظهير الأيسر اندرياس بريمه لمنح ناسيونال مانشافت الاسبقية بعد تسع دقائق على انطلاق المواجهة الحدث في غوادالاخارا. ضغط الفرنسيون بشكل كبير بغية اقتناص هدف التعادل، مضمت كتيبتهم وابلا من النجوم في مقدمتهم ميشال بلاتيني، جان تيغانا، لويس فرنانديز والان جيريس، لكنهم فشلوا في مسعاهم أمام الحارس شوماخر عينه، والذي احتفل في اللحظات القاتلة برفقة زملائه عقب تسجيل رودي فولر هدف الاطمئنان لكتيبة القيصر فرانتس بكنباور. وتأهلت المانيا الى النهائي الثاني على التوالي، قبل ان تتهاوى هناك أمام دييغو ارماندو مارادونا ومنتخب الارجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وفي ربع نهائي كأس العالم في يوليو 2014، جددت المانيا التفوق على ايطاليا أمام 74 ألف متفرج غصت بهم مدرجات استاد ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو لمتابعة لقاء مشوق كان الرابع بين ألمانيا وفرنسا في نهائيات كأس العالم، أفضى إلى فوز ثمين لكتيبة المدرب يواكيم لوف. أفلت المدافع الألماني ماتس هوملس عند حلول الدقيقة 13 من رقابة الفرنسي رافايل فاران مستفيدا من ركلة زميله طوني كروس الحرة وأودع الكرة برأسه شباك حارس الديوك هوغو لوريس. وكاد المهاجم كريم بنزيمة أن يعادل الكفة لصالح فرنسا في وقت متأخر، لكن تألق الحارس الألماني مانويل نوير وقف حائلا دون تحقيق مبتغاه. وأفضت ثالث هزيمة على التوالي للفرنسيين أمام الألمان إلى خيبة أمل كبيرة في أوساط المشجعين واللاعبين، حيث اغرورقت عينا انطوان غريزمان بالدموع عقب انتهاء المواجهة الحدث. وشكل الفوز أمام فرنسا منصة بناء انطلق منها الألمان لمعانقة أسمى الألقاب في عالم المستديرة، إذ تخطوا عقبة البرازيل صاحبة الأرض والضيافة بواقع 7-1 في موقع المربع الذهبي، قبل إسقاطهم منتخب الأرجنتين في نهائي مثير حبس أنفاس المشاهدين بهدف قاتل في الشوطين الاضافيين حمل توقيع ماريو غوتسه.

مشاركة :