«أعشق التلون في أعمالي، بينما تقتلني برودة الأدوار التقليدية»! هكذا أعربت الفنانة غدير السبتي عن رؤيتها للأدوار التي تحفزها على التمثيل، وتلك التي لا تطيق تقمصها، مُردفةً: «بعض المنتجين والمخرجين يحصرونني في دور الأم»، ومُعلنةً رفضها «تقديم شخصيات على هذا المنوال مستقبلاً»! «الراي» تحاورت مع أستاذة التمثيل في معهد الفنون المسرحية، التي عبّرت عن رأيها في مسلسل «بياعة النخي» الذي شاركت في بطولته، على مدى رمضان المنصرم، إلى جانب القديرة حياة الفهد، بقولها: «إنه نص جيد لم يتوافر له إخراج بالمستوى نفسه، بالرغم مما حققه العمل من نجاح» (وفقاً لكلامها)! السبتي تطرقت أيضاً إلى بعض المواقف الطريفة التي تعرضت لها في العمل، مشيرة إلى إصابتها بدوار شديد إزاء تعرضها لصفعة مدوية من جانب الفنان علي جمعة، متابعةً: «كعادتي أحب أن تبدو كل مشاهدي واقعية، غير متكلفة، حتى إن الثمن تعرُّضي للضرب والآلام المبرحة»، ومضيفةً: «أرفض أن تكون مشاهد العنف التي أؤديها سطحيةً على غرار ما كان يحدث في أفلام الأبيض والأسود». على جهة أخرى، أماطت غدير السبتي اللثام عن سبب انسحابها من مسرحية الأطفال «ساعة موريس»، ملقيةً باللوم على المنتجة والفنانة هند البلوشي، لعدم رغبتها في التعاون معها، كاشفةً عن أحدث أعمالها التلفزيونية، مبينةً أنها تشارك في مسلسلي «المدرسة» و«درب العرايس»، كما عرَّجت على نقاط أخرى... والتفاصيل في هذه السطور: • في البداية، نود أن نتعرف على أسباب انسحابك من مسرحية «ساعة موريس» للفنانة والمنتجة هند البلوشي؟ - انسحبتُ من المسرحية لصعوبة التنسيق بيني وبين الفنانة البلوشي، أو بالأصح لعدم رغبتها في التنسيق معي. • كيف؟ - منذ انطلاق البروفات الخاصة للمسرحية في شهر مايو الماضي، وأنا ملتزمة بالحضور في الوقت المحدد، ولم أتخلف عن الموعد على الإطلاق، حيث شاركتُ في بروفات مكثفة، ولمدة شهر كامل، لا سيما بروفة الملابس، كما «صورت البوستر» الخاص بإعلان المسرحية، غير أنني وبحكم ارتباطي بتصوير مسلسل «بياعة النخي» مع الفنانة القديرة حياة الفهد، طلبت من الفنانة هند البلوشي أن تعمل على تنسيق الوقت وتحديد مواعيد تناسبني، لكي أتمكن من التوفيق بين تصوير دوري في المسلسل التلفزيوني من جهة، والانخراط في بروفات المسرحية من جهة أخرى، لكنها لم تفعل، بل إنها حتى لم تحاول التجربة على أقل تقدير، الأمر الذي دفعني إلى الانسحاب بكل هدوء واحترام. • معنى كلامك أن الفنانة هند البلوشي لم تكن متعاونةً معك؟ - بصراحة «نعم»، فهي لم تُظهر أي رغبة في التعاون بالمرة. • هل انعكس هذا الموقف بالسلب على العلاقة بينكما؟ - علاقتي بالفنانة هند البلوشي لا تزال جيدة ولم تتأثر قط، إذ غالباً ما تحصل مثل هذه المواقف في الوسط الفني، وما حدث بيننا في تلك الفترة لا يمكن تصنيفه إلا في خانة «العتب بين الأصدقاء». • أيهما أهم بالنسبة إليك العمل التلفزيوني أم نظيره المسرحي؟ - بالرغم من أنني دكتورة في المعهد العالي للفنون المسرحية وأعتبر نفسي «بنت المسرح»، فإنني أرى أن الأعمال الدرامية أهم بكثير، لأسباب عديدة أبرزها الانتشار الفني الذي يحظى به الفنان في الشاشة الصغيرة، فضلاً عن المردود المادي الجيد الذي يتلقاه، على عكس الأعمال المسرحية التي تنحصر عروضها في مناسبات بعينها خلال أيام قليلة، كما يقتصر جمهورها على فئة معينة من محبي المسرح. •هل أحزنكِ غيابُك عن مسرح الطفل هذا العام؟ - بالطبع، لأن المسرح بشكل عام هو النافذة الأساسية التي يُطل من خلالها الفنان على جمهوره، كي يحصد بعد ذلك ثمار النجاح التي كان قد زرعها على مدى أعوام طويلة قضاها في البلاتوهات وخلف الكاميرات منعزلاً عن الجميع، ولكي يكتشف أيضاً محبة الناس له وجهاً لوجه، لذلك لا يمكن التقليل من أهمية المسرح، خصوصاً مسرح الطفل الذي يُعتبر أحد أصعب المسارح، لا سيما وأن النزول إلى عقلية الصغار واستيعاب تفكيرهم أمر بالغ الصعوبة وشديد التعقيد أيضاً. • إذا كان مسرح الطفل صعباً ومعقداً، فلماذا تنحازين إليه أكثر من المسارح الأخرى؟ - لأن محبة الطفل يغمرها الصدق والبراءة، وهو لا يجامل في مشاعره مثلما يفعل البعض من الكبار. • حسناً، فلنُسدل الستار على المسرح، ونفتح ملفات الدراما التلفزيونية، فما جديدك؟ - أواصل حالياً تصوير مشاهدي في مسلسل «المدرسة»، من تأليف عبدالعزيز الحشاش، وإخراج خالد الرفاعي، فيما تتولى الكاتبة هبة حمادة مهمة الإشراف الدرامي، والعمل من بطولة هيا الشعيبي وملاك وبشار الشطي وأسامة المزيعل، إلى جانب كوكبة من الفنانين الشباب. • ما قصة العمل، وماذا عن دورك فيه؟ - «المدرسة» عمل تربوي يهدف إلى غرس القيم والمفاهيم الصحيحة في نفوس الأطفال والنشء. وأجسد شخصية «سما»، وهي أستاذة الموسيقى التي تحب عملها إلى حد كبير. • يبدو أن مهمتك في العمل لن تكون صعبة، بحكم أن التدريس هي مهنتكِ الأساسية، أم أن لك رأياً آخر في الموضوع؟ - الأمر كان سهلاً عليّ، حتى ان الطلاب الصغار المشاركين في العمل، راهنوا على أنني مارست مهنة التدريس من قبل، لأنني أتقنت الدور، وصحيح أن دور المعلمة في المسلسل يشبه دوري الحقيقي في المعهد العالي للفنون المسرحية، لكنه يختلف في المضمون، إذ إنني في الواقع أستاذة لمادة التمثيل. • وماذا عن دورك في مسلسل «درب العرايس»؟ - العمل من تأليف عواطف البدر وإخراج مناف عبدال، وأؤدي فيه دور الأم، لكن بشكل يغاير الصورة السائدة والمعتادة. • أشاد الكثيرون بقدرتكِ على التلّون في الأداء، غير أن أدوارك في السنوات الأخيرة باتت تتكرر من حين لآخر، فبماذا تفسرين ذلك؟ - أحب التنوع والتلون في الأداء في كل أعمالي، ولا أحبذ البقاء حبيسة شخصيات بعينها كشخصية «الحبيبة» أو الأم الطيبة أو المغلوبة على أمرها، أو المرأة المتسلطة وغيرها، لكن هناك البعض من الكتاب والمنتجين يحاولون دائماً أن يضعوني في زاوية ضيقة جداً، على غرار أدائي لدور الأم المسنة في كل مرة. • وما الذي يمنعك من رفض تلك الأدوار؟ - لأنها عادة ما تكون قوية ومؤثرة ومحورية في العمل، وهو ما يدفعني إلى قبولها بل التمسك بها، لكنني في الوقت ذاته أخشى أن أسبق عمري وأجسد أدواراً لشخصيات تتجاوز سني الحقيقية بكثير، فماذا أقدم إذن عندما أكبر؟! • ومتى ستنفجر غدير السبتي وتقول «Stop» لدور الأم؟ - عاهدتُ نفسي على ألا أجسد مثل ذلك الدور مرة أخرى، وأعتبر أن دور الأم الذي سوف أجسده في مسلسل «درب العرايس» هو آخر ما أقدمه على هذا المنوال. • ما نوعية الأدوار التي تستفزُّ موهبتك؟ - الأدوار المركبة تلك التي تحتاج إلى جهد كبير لاستبطان جوهرها، كما تتطلب طاقةً تمثيلية كبيرة لتأديتها أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح، أما الأدوار التقليدية فهي تقتلني حقاً، لأنني أراها «باردة»، وتجعلني أشعر بالملل الشديد. • ما أكثر الشخصيات التي أحببتِها من خلال أعمالك الفنية؟ - لكل دور قدمتُه هناك ميزة خاصة به عن غيره، لكن دور «رجاء» المعاقة ذهنياً في مسلسل «ثريا» لا يزال الأفضل على الإطلاق بالنسبة إليّ. • هل لك أن تحدثينا قليلاً عن تجربتك في مسلسل «بياعة النخي»، لا سيما وأنها التجربة الأولى لك في الدراما التراثية؟ - يُعتبر المسلسل من أفضل الأعمال الرمضانية نصاً ومضموناً، لكن قد يكون الأسوأ على مستوى الإخراج، فالقصة المؤثرة التي نسجت خيوطها الفنانة حياة الفهد باحترافية شديدة، ظُلمت من جانب المخرج شعلان الدباس الذي كان أداؤه ضعيفاً للغاية، فلو أن مخرجاً محترفاً تولى إدارة دفة الإخراج لشاهدنا عملاً جباراً بكل ما للكلمة من معانٍ. • لكن العمل لاقى أصداء طيبة من جانب المشاهدين؟ - هناك تفاصيل دقيقة، قد لا يراها المشاهد بعينه المجردة على الشاشة، في حين ما نراه نحن أبطال العمل من منظورنا الفني وفي بلاتوهات التصوير يختلف كلياً، لذلك كانت لدينا تحفظات كثيرة عن المخرج بسبب أخطاء فنية عديدة وغير مبررة، لكن وبالرغم من كل السلبيات التي شهدها المسلسل فإن «بياعة النخي» حظي بنسبة مشاهدة مرتفعة جداً وحالفه النجاح، أما على المستوى الشخصي فقد تلقيت الكثير من الاتصالات التي تشيد بأدائي، إضافة إلى اتصالات أخرى تلقيتُها بعد الحلقة الحادية والعشرين من جانب المحبين، ليطمئنوا على صحتي، خصوصاً أنني تعرضت لصفعة مدوية من جانب زوجي في العمل، والذي أدّى دوره الفنان علي جمعة. • وهل كانت يد الفنان علي جمعة ثقيلة إلى هذا الحد؟ - على العكس تماماً، فقد كان يضربني باحترافية شديدة، في غالبية الأحيان، غير أنه ذات مرة «طقني طراق صجي» في أحد المشاهد، وكان مؤلماً جداً لدرجة أنني شعرتُ بآلام مبرحة، كما أصبتُ بدوار شديد لفترة ليست بقصيرة، فضلاً عن آثار الأصابع التي ظلت مطبوعة على خدي بضع ساعات. • وكيف كانت ردة الفعل من جانبك؟ - «عادي جداً»، فأنا أحب أن يكون المشهد حقيقياً حتى لو أكلت علقة ساخنة، ولا أحب أن يبدو سطحياً كمشهد في أفلام «الأبيض والأسود».
مشاركة :