أشارت شركة كامكو للاستثمار إلى أن أسعار النفط، تواجه مقاومة شديدة عند مستوى 50 دولاراً للبرميل محفزة على إعادة الاستثمار. وقالت الشركة في تقريرها الأسبوعي، إنه بعد تسجيل بداية إيجابية في شهر يونيو، بقي اتجاه أسعار النفط مائلاً نحو الانخفاض في الوقت الذي واصل فيه السوق تقدير حالة الطلب والعرض، وقد واجه ارتفاع أسعار النفط خلال الشهرين الماضيين، والذي يعزى بصفة أساسية إلى تعطل الإنتاج. وأضاف التقرير أن التصريحات الصادرة، من بعض كبار منتجي النفط بزيادة الاستثمار في التنقيب، جاءت رداً على ارتفاع أسعار النفط، لافتاً إلى أن شهر يوليو شهد تراجعاً، إذ هبط سعر سلة خام أوبك ما يقرب من نسبة 10 في المئة منذ بداية الشهر وحتى اليوم. وأفاد أن تأثير التعطل المستمر في الإنتاج النفطي في نيجيريا على أسعار النفط كان ضئيلاً، إذ قابله ارتفاعاً في المعروض النفطي من كندا، نظراً لعودة المنتجين إلى العمل واستئناف عمليات الإنتاج بعد انتهاء حرائق الغابات التى عرقلت الإنتاج لأكثر من شهرين. وذكر التقرير أن البيانات الواردة من اليابان والصين، أظهرت تباطؤ النمو الاقتصادي على الرغم من استمرار ارتفاع مبيعات السيارت في الصين، بينما أدت المخاوف من حدوث تباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي بسبب تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى انخفاض أسعار النفط بما يقرب من 5 في المئة خلال يوم واحد من التداول، عقب التصويت في استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف من أن خروج بريطانيا من الاتحاد يمكن أن يؤدي إلى ضغوط انكماشية في الاقتصاد الأوروبي عموماً، من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على الطلب في المنطقة. وأفاد التقرير أن «أوبك» توقعت أن ينمو الطلب على النفط بمعدل 1.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى 95.3 مليون برميل يومياً عام 2017، إذ إن الجزء الأكبر من هذا النمو سيأتي من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من نمو الطلب على النفط من الصين، وبمعدل 0.2 مليون برميل يومياً عام 2017، بالمقارنة من النمو المسجل في عام 2016، تليها الهند إذ يتوقع أن ينمو الطلب على النفط فيها بمعدل 0.16 مليون برميل يومياً، ثم الولايات المتحدة بمعدل 0.15 مليون برميل يوميا. ونوه تقرير «كامكو» بأن «أوبك» أبقت على توقعاتها لنمو إجمالي الطلب العالمي على النفط عام 2016 عند معدل 1.2 مليون برميل يومياً، ما أدى إلى بلوغ إجمالي الطلب 94.18 مليون برميل يومياً، في حين تمت مراجعة تقديرات المعروض العالمي من النفط بانخفاض مقداره 0.14 مليون برميل يومياً، لينكمش معدل نموه ويصل إلى 0.88 مليون برميل يوميا بمتوسط 56.03 مليون برميل يومياً عام 2016. وعزى انكماش المعروض النفطي بصفة أساسية، إلى انخفاض مستوى الإنتاج في كندا، بسبب حرائق الغابات، والولايات المتحدة، ودول أوروبا الأخرى الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إيطاليا، وكولومبيا، وأستراليا، والصين، والذي وازنه جزئيا الارتفاع الأكثر من المتوقع في نمو المعروض من المكسيك، والمملكة المتحدة، والبرازيل، والكونغو، وروسيا، وأذربيجان. ولفت التقرير إلى أن مستوى الإنتاج النفطي للدول الأعضاء في منظمة الأوبك بقي مرتفعاً خلال شهر يونيو، مسجلاً زيادة بنسبة 0.7 في المئة ليصل إلى 32.9 مليون برميل يومياً، عازياً الارتفاع إلى قيام السعودية بضخ النفط بوتيرة أقرب إلى المستويات القياسية، من أجل الإيفاء بالطلب الذي يبلغ ذروته خلال فصل الصيف. وذكر تقرير ذي صلة أن السعودية قد رفعت صادراتها النفطية إلى دول آسيا، وأن مخزوناتها النفطية انكمشت بمعدل قياسي طوال الأشهر الستة الماضية، ما أتاح فرصاً محدودة لإغراق السوق بالمزيد من المنتجات النفطية. وبين التقرير أن وزيري النفط السعودي والكويتي، أكدا أنه ينبغى الوصول بسعر النفط إلى مستوى أعلى من 50 دولاراً للبرميل، من أجل تحقيق الاستقرارعلى المدى البعيد، في حين أن سعر النفط المنخفض حالياً قد أدى إلى تراجع الاستثمارات. وقال وزير النفط بالوكالة أنس الصالح إن تجاوز سعر برميل النفط لمستوى 50 دولاراً، يعتبر مقبولاً وإنه من المتوقع أن يُتداول في حدود 50 إلى 60 دولاراً للبرميل في 2017 و2018، بحيث تحاول أسواق النفط استعادة توازنها. ولفت التقرير إلى ارتفاع المعدل الشهري لسعر سلة خام أوبك بأبطأ وتيرة له في ستة أشهر خلال شهر يونيو، مسجلاً نمواً بنسبة 6.1 في المئة ليصل إلى 45.84 دولار للبرميل، وهو أعلى معدل شهري تم تسجيله منذ يوليو 2015، كما ارتفع المتوسط الشهري لسعر النفط الكويتي بمعدل أعلى قليلاً بلغ 7.1 في المئة ليصل إلى 44.1 دولار للبرميل في شهر يونيو. وأظهر ارتفاع أسعار مزيج خام برنت بوتيرة أبطأ بلغت نسبة 3 في المئة، وسجلت 48.25 دولار للبرميل، وهو أعلى معدل شهري تسجله منذ أكتوبر 2015.