الاكتئاب لدى الأطباء المُقيمين | أيمن بدر كريم

  • 11/7/2016
  • 00:00
  • 144
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت نتائج دراسة موثّـقة انتشار الإصابة بالاكتئاب أو أعراضه لدى الأطباء المقيمين (تحت التدريب) بنسب تتراوح بين (20%) إلى (43%) وبمعدل (30%) تقريبًا، وهي نسبٌ أعلى بثلاثة أضعاف عن معدلات الاكتئاب لدى أفراد المجتمع بشكل عام. وقد أشارت هذه الدراسة التحليلية على أكثر من (17) ألف طبيب ضمن (54) دراسة سابقة، وتـم نشرها عام (2015) في مجلة الرابطة الأمريكية الطبية (JAMA)، أشارت إلى ضرورة الاهتمام بأعراض الاكتئاب لدى الأطباء حديثي التخرج والملتحقين ببرامج تدريب مُختلفة، لتفادي وعلاج تلك الأعراض التي لا تقتصر مضاعفاتـها على الطبيب فحسب، بل ترتبط بارتفاع نسبة الأخطاء الطبية. وترتبط أعراضٌ معيّنة بالاكتئاب لدى الأطباء بشكل عام والأطباء الملتحقين ببرامج تدريبية بشكل خاص، ومنها: ندرة الشعور بالبهجة، زيادة التوتر والقلق، صعوبة التركيز في معاناة المريض ورعايته كما ينبغي، الشعور بالوحدة والعُـزلة، واضطرابات النوم، فضلا عن مواجهة التحديات نتيجة كثافة التدريب الطبـّي، والحاجة لإثبات الذات من خلال الاستيقاظ والعمل لأكبـر عدد من الساعات، كما في دراسة سعودية طُـبّـقت على (88) من الأطباء المقيمين بـمستشفى جامعة الـملك عبدالعزيز بجدة، ونُـشِرت عام (2013) بالـمجلة الدورية لطب الصدر (Annals of Thoracic Medicine)، حيث أظهرت تأثـّرهم بأعراض الغضب والتوتر والإعياء وتشوّش التفكير وقلة الحيوية، نتيجة الـحرمان من النوم خلال الـمناوبات الليلية. ومن المُلاحظ تأخّـر اكتشاف تلك الأعراض نتيجة تردد معظم أولئك الأطباء في الشكوى منها لدى طبيب مـختص أو حتى الاعتـراف بها، بسبب خشيتهم من النظرة السلبية من أقرانهم أو من الأطباء الاستشاريين، أو تأثر تدريبهم المكثّف بذلك، فيلجأون إلى الـمعاناة بصمت، أو تعاطي الأدوية المُقـيَّدة كالمنوّمة أو الكحوليات أو المنبـّهات بأنواعها، فضلا عن إصابة بعضهم بأفكار انتحارية، كما يتعرّض كثير منهم للضغوطات الاجتماعية والمادية نتيجة حصرهم في قالب اجتماعي معيـّن، ومواجهتهم الغلاء المعيشي برواتب هي أقلّ من المؤمّل، لذلك كان من المُقتـرحات الـمهمة ضبط وتـحديد ساعات العمل والـمناوبات الليلية للأطباء تـحت التدريب، وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية لـهم من أطباء ومـختصين بشكل دوري، لرصد أعراض الاكتئاب وغيرها من اضطرابات الـمزاج لديهم. abkrayem@gmail.com

مشاركة :