قبل فترة بسيطة أصدرت المحكمة الجزائية بجدة حكمًا على مواطن بالسجن 10 سنوات وجلده 1000 جلدة وتغريمه مليون ريال. أمّا السبب فاتهامه بالإساءة للإسلام، وفي رواية أنه أساء للذات الإلهية ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. ومن التهم إنشاؤه لما يُسمى (الشبكة الليبرالية) على الشبكة العنكبوتية، وكما هو متوقع فقد اعترض المتهم على قسوة الحكم كما اعترض المدّعي العام بسبب ما يراه أحكامًا مخففة لا تناسب الجرم المشهود. ويرى البعض أن تناول هذه القضية عبر مقال عابر إنما هو خوض في رمال متحركة أو مشي على غابة من الأشواك، وقد يحمل ذلك التصور شيئًا من الحقيقة، وليس من الحق بالضرورة. ولعلي أبدأ بما سبق للزميل الدكتور عبدالله الغذامى التأكيد عليه، وهو مظنة أن ليس في بلادنا (ليبراليون) بمعنى الكلمة طبقًا لتعريفها الاجتماعي والسياسي، وإنما قد يكون من القوم (متلبرلون) يريدون أن يضعوا بينهم وبين تيارات أخرى خطوطًا حمراء حتى لا يلتبس على الناس أمرهم. وذلك في ظني حقهم المشروع. لكن من غير المشروع الإساءة إلى الدين الذي تستظل برايته هذه البلاد منذ نشأتها وتفاخر به وتحتكم إليه. ولكي ننظر إلى المسألة من علو شاهق قليلاً لنتبين خريطة المجتمع الفكرية، وللمقارنة بين عامة الناس، وبين الفئات النخبوية التي يُظن أنها تفكر خارج الصندوق أو أنها لا تستسلم للسائد لمجرد أنه سائد، فإن الناظر سيرى عجبًا بالتأكيد، بمعنى لو أن هذا التمايز ظهر عبر ألوان مختلفة على الخارطة الكبيرة، وكان لهؤلاء (المخالفين للسائد) لون أحمر افتراضًا، فلربما لن يُرى إلاّ بمجهر إلكتروني حساس. والسبب أنهم قلة نادرة، لكنهم في المقابل متحركون دائمًا يرفعون راياتهم ويهتفون بأعلى أصواتهم، ويتصدون لكل من خالفهم فرادى وجماعات. هل هم ظاهرة مرئية؟ لا أعتقد لقلة عددهم! هل هم ظاهرة صوتية؟ ربما نعم؛ لكثرة عتادهم! ولن أزيد على ذلك. ما الذي أتمناه لهم؟ الهداية، والرشد، والتزام الحق، فهم في نهاية المطاف إخوتنا وأحبتنا، وجزء من نسيج الوطن الكبير بألوانه الزاهية، وخيوطه القوية، ولحمته الدائمة. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :