تضاربت تصريحات المسؤولين الأتراك حول المعرفة المسبقة بالتخطيط للانقلاب، وفيما يتعلق بتقديم طلب للولايات المتحدة لاستعادة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بتدبير الانقلاب، في حين قال رئيس الوزراء التركي إنه بصدد اتخاذ قرارات مهمة اليوم. وأعلنت هيئة أركان الجيش التركي سيطرتها على مؤسساتها كافة، وأوضحت أن الغالبية الساحقة من الجيش لا علاقة لها بمحاولة الانقلاب التي جرت ليل الجمعة السبت. وأكد الجيش، في بيان نشر على موقعه، أن الخونة الذين شاركوا في هذا العمل الدنيء سيتلقون أقسى عقوبة. وجاء في بيان الجيش أن القوات المسلحة التركية أصبحت تسيطر على كامل أراضي البلاد. تضارب من جهة ثانية، أكد الجيش التركي، في بيانه، أنه تلقى معلومات استخباراتية عن الإعداد لانقلاب من قِبل مجموعة من العسكريين في البلاد قبل ساعات من محاولة تنفيذه. وأفادت مجلة نوكتا التركية أن هيئة الاستخبارات القومية التركية كانت على علم بشأن تحضير محاولة الانقلاب قبل ساعات عدة من تنفيذها وأبلغت قيادة الجيش بذلك. وبحسب المجلة، فإن الاستخبارات التركية حصلت على معلومات حول تحضير لمحاولة انقلاب يوم الجمعة 15 يوليو في الساعة 16:00. وفي الساعة 16:30، قام نائب مدير هيئة الاستخبارات القومية التركية حاكان فيدان بإبلاغ نائب قائد القوات المسلحة التركية ياشار غولير بذلك. بدوره، أمر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية خلوصي آكار في الساعة 18:30 بإغلاق المجال الجوي التركي للطيران، وفرض حظر لتنفيذ تحليقات الطائرات الحربية وتحرك القوات والمدرعات. وذكرت المجلة أنه كان من المخطط بدء الانقلاب في الساعة 3:00 صباحاً يوم السبت 16 يوليو، غير أنه بدأ في الساعة 21:00 يوم الجمعة، وذلك بسبب فك سرية خطط الانقلابيين. وفي تناقض واضح مع بيان قيادة الجيش، نفت الحكومة التركية علمها المسبق بمخطط الانقلاب، وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن الحكومة التركية لم يكن لديها أي علم بمحاولة الانقلاب الفاشلة يوم الجمعة قبل أن تبدأ فعلياً. قرارات مهمة في الأثناء، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن الحكومة التركية ستتخذ قرارات مهمة اليوم بهدف إنقاذ البلاد من الظروف الاستثنائية التي تواجهها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. وأضاف يلدريم أيضاً لأعضاء البرلمان من حزب العدالة والتنمية الحاكم أن الحكومة ستتصرف لضمان الأمن التام في أنحاء البلد الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 80 مليون نسمة، لكنه لم يُدْلِ بتفاصيل عن القرارات المذكورة. وقال إن مجلس الأمن القومي والحكومة سيجتمعان اليوم لاتخاذ القرارات التي ستبدأ مرحلة جديدة لتركيا. وأكد أنه يتوقع تعافي الاقتصاد التركي بسرعة من آثار محاولة الانقلاب الفاشلة، وحض الأتراك أيضاً على الامتناع عن أي فعل من شأنه أن يقوّض القوات المسلحة. اجتثاث غولن وفي سياق متصل، تعهد يلدريم باجتثاث الحركة التي يقودها الداعية المعارض فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الأميركية. وفي كلمة أمام البرلمان التركي، أمس، أكد يلدريم إرسال طلب رسمي إلى الولايات المتحدة لتسليم غولن إلى أنقرة، متعهداً بأن السلطات التركية ستزوّد واشنطن بكل الأدلة اللازمة التي تثبت دور غولن في الانقلاب الفاشل. وأوضح قائلاً: بعثنا إلى الولايات المتحدة 4 ملفات بوثائق. وسنزودهم بأدلة أكثر مما يريدون. ودعا واشنطن إلى الكف عن حماية هذا الخائن الذي لن يأتي بأي نفع لهم أو للبشرية أو للإسلام. غير أن مسؤولاً بوزارة الخارجية الأميركية قال إن بلاده لم تتلقَّ حتى الآن أي طلب رسمي من تركيا لتسليم رجل الدين فتح الله غولن المقيم بالولايات المتحدة، برغم إعلان الحكومة التركية أنها ستقدم هذا الطلب. وأضاف المسؤول: لا يمكننا تأكيد وصول طلب رسمي للترحيل.. نحن على اتصال بالمسؤولين الأتراك. وفي تناقض مع قاله رئيس الوزراء، قال ناطق باسم الرئيس التركي طيب أردوغان إن بلاده تعد لتقديم طلب تسليم رسمي بحق رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، للاشتباه في تدبيره محاولة الانقلاب التي شارك فيها آلاف الجنود. وقال إبراهيم كالين للصحفيين في إسطنبول: إذا أصرت الولايات المتحدة على الإبقاء عليه سيبدأ الناس في التفكير في أنهم (الأميركيون) يحمونه. لمشاهدة الجراف بالحجم الطبيعي .. اضغط هنا
مشاركة :