المتاعب والمصاعب في يوميات الأقارب | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/20/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الأقَارَب سُؤال طَويل، لَا مَفرَّ مِن الإجَابَة عَنه، والسُّؤال يَتمثَّل في طَريقة التَّعَامُل مَع هَؤلاء البَشَر، الذين تَربطك بِهم عَلَاقة دَم ونَسَب، فهُنَاك مَن يَدعو إلَى صِلَة الرَّحم، وهُنَاك مَن يَدعو إلَى الابتعَاد عَن كُلِّ قَريبٍ ونَسيب..! بَين هَذا الرَّأي أَو ذَاك، سأَستَعرض أفكَار الشّعوب فِي كَلِمَات، مِن خِلال يَوميَّات، اعتَاد القَارئ عَليهَا بَين أَوقَاتٍ وفَترَات..! (الأحد) هُنَاك مَثَل شَعبي عَربي يَقول: «الأقَارب عَقَارب»، وهَذه مُبَالغة في ذَمِّ القَريب والنّسيب، لذَلك دَعونَا نَتوسَّط في الأَمر، ونُعرِّف القَريب كَمَا عَرّفه أَحد الفَلَاسِفَة فقَال: (القَريب مِن قَرُب نَفعه)..! (الاثنين) النِّسَاء أفضَل مَن يَشرَح عَلَاقة القَريب بقَريبه، لذَلك تَأمَّلوا حِكمة الأَديبَة «ماري لوشان»، التي تُحذِّر مِن الأقَارب، وتُطالبنا بالاقتصَاد في القُرب مِنهم، حَيثُ تَقول: (الأقَارب عَقَاقير قَد تَنفع أحيَانًا، وقَد تَكون مُستسَاغَة، إذَا اقتَصدتَ فِي تَعاطيها، والعَاقِل مَن نَبذها أَصلاً)..! (الثلاثاء) يَقول الشَّاعر: مَا القُربُ إلاَّ لِمَن صَحَّت مَودّتُه ولَم يَخنْك ولَيس القُرب للنَّسَب هَذا بَيتٌ مِن الشِّعر، يَربط القَرَابَة بالمَودَّة لَا بالدَّم، فهَل تَتّفقون مَعه أَم لَا؟! (الأربعاء) لَو سَألنَا الإمَام «علي بن أبي طالب»: كَيف نَتعَامَل مَع أَقَاربنا؟ فسيَقول: (يَنبغي لذوي القرَابَات أَنْ يَتزَاوَروا ولَا يَتجَاوَروا)..! (الخميس) البَعض يَعتبر القَريب هو قَريب الدَّم، أَو قَريب النَّسَب، أَو قَريب الجوَار، ولَكن أَحَد الفَلَاسِفَة جَعَل البَشَر كُلّهم أقربَاء، لأنَّ أُمّهم وَاحِدَة وهي «الشَّمس»، حَيثُ يَقول: (كُلّنا أقربَاء، فقَد جَفَّفت ثيَابنا أَشعَّة شَمس وَاحِدَة). وأنَا أَقول: كُلَّنا أقَارب وأُخوَة في الرِّضَاعَة، بَعد أَن رَضعنا مِن حَليب الأبقَار الهُولنديَّة..! (الجمعة) أكثَر الفَلَاسِفَة يَنصحون بالابتعَاد عَن الأقَارب، والحَاجة إليهم، بَل يُطالبوننا بأنْ نَتَعَامَل مَعهم بشَكلٍ رَسمي، وأَنْ لَا نَلجأ إليهم إلَّا عِند الضَّرورَة، وفي ذَلك يَقول المَثَل الحَبشِي: (الأقَارب والدَّوَاء تَحتاج إليهمَا في اليَوم العَسير)..! (السبت) لَا يَهتمّ أكثَر النَّاس بالأقَارب؛ إلاَّ مِن خِلال طَرائق المَحبَّة، فالقَريب لَا يُحبّ قَريبه، إلاَّ إذَا كَان يُبادله الحُبّ، وهَذه ظَاهِرَة لَا تَخصُّ العَرب، بَل هي ظَاهرة بَشريَّة، حَيثُ اختَصر الحِكَاية الأَديب «فيدر» فقَال: (المَحبَّة هي التي تَصنع القَرَابَة)..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :