يتضمَّن برنامج التحوُّل الوطنيّ 2020 أكثر من 500 مبادرة متنوِّعة مقدَّمة من مجمل الوزارات والجهات التنفيذيَّة في المملكة. وحتَّى نكون أكثر شفافيَّة لا بدَّ من الاعتراف بأنَّ بعض الغموض يكتنف بعض هذه المبادرات التي وُضعت على عجل، حتَّى أنَّ بعضها تفتقد إلى المعياريَّة، أو (خط الأساس) التي يُبنى عليها التنفيذ، فضلاً عن قياس الأداء ومؤشِّرات النجاح. لكن ماذا لو أنَّ المتاح هو لعدَّة أولويات محدودة جدًّا -وهو مجرَّد افتراض بالطبع- فمن أين نبدأ؟ التعليم أولويَّة بلا شك! لكن كيف؟ سؤال صعب جدًّا، احتار في إجابته وزراء كُثر يحمل كلٌّ منهم مدرسةً حياتيَّةً وخلفيَّةً تربويَّةً مختلفةً. ومع ذلك فما زلنا نراوح الحديث عن المقرَّرات والمناهج، وعن التطوير في المضمون، وفي آليَّات توصيل المعلومات عبر الشبكة العنكبوتيَّة، أو عن طريق الكتب المرجعيَّة المعتادة. وكثر الحديث عن تدريب المعلِّم، وما تطوَّرت آليَّات اختيار المعلم كثيرًا. وطال الحديث عن المخرَّجات الجامعيَّة، ولم يطل العمل في آليَّات قياس مستوياتها أثناء الدراسة، وعند التخرُّج، وبعد ممارسة العمل! ويبدو أنَّ الرابط في كلِّ هذه التوجُّهات هو الابتعاد -قدر المستطاع- عن المواجهة الحقيقيَّة، التي قد تكون مكلِّفة اجتماعيًّا، وربما بالنسبة لصاحب القرار وظيفيًّا، بمعنى أنَّ الكرسيَّ قد يدور، فلا يترك لصاحبه فرصةً للثبات، أو البقاء. ومن الأوّلويات العظمى محاربة الفساد بلا رحمة. وهذه المهمَّة في حال نجاحها ستجلب من الاستثمارات المحليَّة والخارجيَّة الشيء الكثير؛ لأنَّ أصحابها مطمئنون واثقون. لكنَّها حرب بلا شك طويلة، ولن يستسلم لها الطرف المهيمن والمستفيد الأكبر، وسيضع أمامها العراقيل، ويصوِّب ضدها كل أنواع الأسلحة الفتَّاكة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. الحرب على الفساد، وتحسين مخرَّجات التعليم مهمَّتان عسيرتان، ولكلِّ منها عوائق جمَّة. بيد أنَّ ثمَّة عنصرَ نجاحٍ مهمًّا جدًّا، هو إشراك المجتمع في هذه المهمَّة، وبطريقة ممنهجة مدروسة، وعبر آليَّات فعَّالة وفاعلة تتجاوز مجرد التمنّي، والوعظ، والمناشدة. لن أخوضَ في التفاصيل، فصاحب القرار أعلم بها، وأقدر على تحقيقها، المهم أنْ نشاركَ جميعًا في (مشروع العمر) لبلد سنظلُ نحبُّه حتَّى آخر أيَّام العمر. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :