الدوحة - الراية: اتخذت وزارة البلدية والبيئة عدداً من التدابير لإنجاح موسم تعشيش السلاحف البحرية الذي بدأ في الأول من أبريل الماضي ويستمر حتى الخامس من أغسطس القادم في الجزر القطرية والسواحل الشمالية للدولة، وبشكل خاص في شاطئ فويرط، حيث تتميز هذه المناطق بجاذبيتها السياحية. وأهابت الوزارة بالمواطنين والمقيمين، ضرورة التعاون معها لإنجاح موسم تعشيش السلاحف البحرية كما دعت الجمهور إلى عدم القيام ببعض الممارسات الخاطئة التي تتعرّض لها السلاحف خلال موسم تعشيشها، ما يؤدي لإفشال عملية وضع البيض، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الأصوات العالية والإضاءة وسير المركبات بالقرب من أماكن التعشيش، وقيام البعض بالعبث ببيض السلاحف، والاعتداء على مواقع التعشيش، ووقوع السلاحف في شباك الصيد، إضافة إلى تعرّضها للأذى. كما خصّصت الوزارة غرفة العمليات البيئية على الرقم (998) لاستقبال أية ممارسات خاطئة بحق السلاحف. وقامت الوزارة بتسوير مواقع التعشيش في شاطئ فويرط بالكامل حيث يعد شاطئ فويرط من أبرز مناطق تعشيش السلاحف في قطر بهدف توفير الظروف المواتية لإنجاح موسم تعشيشها وحماية هذا النوع من الزواحف المهدّدة بالانقراض وإتاحة الفرصة لدراستها بشكل كامل ومكثف ومعرفة التأثيرات البيئية عليها. ويهدف تسوير مناطق تعشيش السلاحف إلى تجنب قيام سائقي السيارات ببعض الممارسات الخاطئة التي تؤدي لإفشال عملية وضع البيض. وتعتبر السلاحف من الكائنات البحرية المتواجدة بالمياه الإقليمية للدولة وتوجد في المنطقة الشمالية الشرقية ويعتبر نوع سلاحف صقرية المنقار الأكثر شيوعاً في مياه دولة قطر والتي تعيش في الحيود المرجانية، حيث تتغذى على بعض أنواع اللافقاريات والإسفنجيات. وتعد السلاحف البحرية من أكثر الكائنات المعرّضة للانقراض نتيجة التطور السريع في شتى المجالات، لذا وجب اتخاذ إجراءات سريعة وصارمة للحفاظ على هذه المخلوقات.. ويأتي مشروع حماية السلاحف البحرية من الإجراءات التي تساهم وبشكل كبير في الحفاظ على ما تبقى من السلاحف من انقراضها في قطر. وتم تسجيل أربعة أنواع من السلاحف في دولة قطر بالرغم من أن اثنين منها أكثر شيوعاً.. وهذه السلاحف هي صقرية المنقار والسلحفاة الخضراء، الأولى هي الأكثر شيوعاً وتبني أعشاشها على الشواطئ القطرية وفي الجزر، بينما الثانية تستخدم المياه القطرية كمناطق للتغذية، وأحياناً تزور السلاحف الأخرى مثل السلحفاة ذات الرأس الكبير والسلحفاة جلدية الظهر المياه القطرية. وتستعد للتعشيش بالقرب من المياه الساحلية في مناطق تسمى "موائل ما قبل التعشيش". خلال هذه الفترة، تضع إناث السلاحف حوالي 100 بيضة، حيث تطرح ما بين 70 من المبايض عبر قنوات البيض في كل طرحة.. وتستغرق فترة الإباضة إلى طرح البيض كاملاً في السلاحف حوالي أسبوعين، وعملية التزاوج تحدث عادةً عند سطح المياه الضحلة القريبة من شواطئ التعشيش. وتهاجر الإناث من مناطق التغذية إلى شواطئ التعشيش، وتعود ذكور السلاحف إلى مناطق التغذية بعد التزاوج، بينما تبقى الإناث للتعشيش قبل أن تهاجر راجعة إلى مواطنها تضع الأنثى بيضها على دفعات بمتوسط 2 - 3 دفعات في الموسم بفاصل يتراوح بين 9 - 14 يوماً. وتتم عملية بناء الأعشاش والتفريخ ليلاً وتكون إناث السلاحف حسّاسة جداً للإضاءة أو أي إزعاج على الشواطئ، فإذا أحسّت بأي منهما تعود راجعة إلى البحر.
مشاركة :