•• نحن بلد قليل الكلام .. •• وإذا تحدث فإنه يؤدي بذلك واجبا.. أو ينصر مظلوما.. ويقف إلى جانب حق .. •• وحتى في الأوقات التي يسيء إلينا البعض .. أو يخطئون بحقنا فإننا نلتزم الصمت.. ونعالج أمورنا معهم بكل الحكمة.. والثقة بالنفس احتراما لأبسط الحقوق التي يوجبها تاريخ علاقاتنا أو يفرضها حجم مصالحنا معهم .. •• والمملكة العربية السعودية التي تلتزم الصمت دائما.. ولا تحبذ الكلام في كل الأوقات.. لا تسمح بالمقابل لأي طرف بأن يجترئ عليها.. أو يقلل من شأنها.. أو يتجاهل حقوقها.. مهما كانت قيمة هذا الطرف.. وقدرته.. وتأثيره.. لأن الجميع.. في النهاية متساوون أمام النظام الدولي في الحقوق والواجبات .. •• ذلك شيء .. أما الشيء الآخر.. الذي يجب أن يدركه الآخرون عنا فهو .. •• أنه لا توجد في هذا العالم قوة تستطيع أن تفرض علينا ما تريد.. أو أن تتجاهل مكانتنا في المنطقة والإقليم.. بل وفي تحقيق مصالح عليا أساسية لكافة دول العالم وشعوبه .. •• فنحن أعرف بما نحن بحاجة إليه.. وبما يتوجب علينا عمله.. بما يصون أمن وسلامة واستقرار بلادنا وتقدمها.. وبما يحدد مصالح شعبنا.. وأولوياته.. ولا نحتاج إلى من يبصرنا.. بما نحتاج ونريد.. •• ولأننا نحترم جميع دول العالم وشعوبه.. فإننا لا نتدخل في شؤونها ولا نملي عليها آراءنا.. وقناعاتنا.. ونفرض إرادتنا.. وبالمقابل فإن من حقنا أن نوقف أي أحد عند حده إذا أساء إلينا.. أو حاول التدخل في شؤوننا.. أو رأى غير ما نراه .. ونقدره ونتحمل مسؤوليته .. •• وهذا لا يمنع أبدا من أن تختلف الدول مع بعضها البعض .. •• كما لا يمنع من أن تتخذ كل دولة ما تراه من مواقف وسياسات تحقق مصالحها.. وتجسد توجهاتها.. شريطة ألا يكون في ذلك مضرة علينا.. أو تجاهل لحقوقنا.. أو التجاوز على سيادتنا بأي حال من الأحوال.. •• ومع ذلك فإن سوء الفهم الذي قد ينشأ بيننا وبين غيرنا في وقت من الأوقات.. لا يجعلنا نغلق أمام الجميع كل الأبواب.. لأننا متأكدون بأن الحق معنا.. وأننا نتخذ من المواقف والقرارات ما يخدم مصالحنا ويرعى ــ في نفس الوقت ــ مصالح الآخرين بالقدر الذي يحترموننا.. ويحافظون على مصالحنا معهم أيضا .. •• غير أن كل ذلك يظل مرهونا بمدى تحقق قاعدة الاحترام المتبادل فيما بيننا والاستماع إلى ما نراه.. ونطرحه.. تجاه ما حدث ويحدث في الإقليم من موقع الخبير بمنطقته.. والمدرك للأبعاد الكلية لتداعيات أي عمل من شأنه أن يخل بالتوازنات القائمة في المنطقة.. أو يغير في خارطة التعامل مع الأطراف الأساسية الموجودة فيها. ضمير مستتر: •• لا توجد دولة تملك من الامتيازات ما يخولها أن تفرض إرادتها على غيرها أو تقلل من شأنها.
مشاركة :