في خطوة تؤكد جدية وإصرار إدارة النادي العربي على أن يظهر «الأخضر» بشكل مغاير في الموسم المقبل، خضع فريق كرة القدم قبل مغادرته البلاد الى المعسكر الخارجي في تركيا لاختبارات لياقة بدنية بإشراف مركز «بلس» المتخصص في اختبار وتطوير الرياضيين والذي تعاقد معه النادي في الآونة الأخيرة. ويشرف على هذا المركز مجموعة من المدربين الأوروبيين المتمرسين في مجال تطوير واختبار الرياضيين ويرأس قسم تحليل النتائج والأرقام في المركز المدرب الإسباني دييغو نافارو الذي سبق له ان عمل في أندية إسبانية عدة أبرزها أكاديمية نادي اتلتيكو مدريد. وأجريت الاختبارات على مدار يومين واشتملت على اختبار اللياقة العامة من خلال الجري لمسافات مختلفة مع الكرة وبدونها، بالإضافة الى اختبارات سرعة ردة الفعل والتوقع، كما أخضع نافارو اللاعبين لاختبارات خاصة بقوة العضلات ومرونتها. وفي تصريح لـ«الراي»، أكد المدرب الإسباني على أهمية الاختبارات البدنية بالنسبة الى أي فريق يرغب في خوض موسم ناجح، مشيراً الى أن الاختبارات هي التي تحدد نوعية التدريبات التي يحتاجها اللاعبون في مرحلة التحضير، كما أنها تحدد الحالة التي وصل إليها الفريق بعد انتهاء فترة الإعداد. وتابع: «من المهم جدا أن تتم قراءة نتائج الاختبارات بشكل دقيق وصحيح لأنها لا تقف عند العامل البدني فحسب، وانما تترتب عليها الأمور الفنية، فعلى سبيل المثال عندما يريد أي مدرب أن يلعب بأسلوب الارتداد وتطبيق الهجمات المرتدة فلا بد أن تكون لديه معرفة بقدرة لاعبيه على تطبيق هذا الأسلوب من حيث الجري لمسافات كبيرة وبسرعة عالية، والاختبارات هي التي تحدد ذلك، وهو أسلوب متبع في الأندية الأوروبية مواكبة لعملية التطوير في إعداد اللاعبين». وفي سياق متصل، أعرب مساعد مدرب «الأخضر» ونجمه السابق المغربي توفيق بلاغة عن ارتياحه وبقية أعضاء الجهاز الفني واللاعبين في الأيام الأولى لمعسكر الفريق المقام حاليا في مدينة «كوالبس» التي تبعد حوالي 69 كيلومترا تقريبا من إسطنبول. وأكد أن «الأخضر» سيظهر في الموسم المقبل بشكل يرضي جماهيره الوفية خاصة وأن استعدادات ما قبل الموسم ستتواصل من خلال توقيع النادي عقدا هو الأول من نوعه على صعيد الأندية الكويتية مع مركز «بلس»، حيث سيكون التعاون مع الأخير امتداداً لمعسكر الفريق من حيث الوقوف على جهوزية اللاعبين طوال الموسم. وأضاف: «بدأنا اليوم الأول في المعسكر التدريبي بتدريبات حوض السباحة وفك العضلات، وبعد ذلك ستقام التمارين على فترتين صباحية ومسائية وسنعتمد في ذلك على نتائج الاختبارات التي سيقدمها لنا المدرب الإسباني دييغو نافارو. ووفقا لتلك الأرقام سنحاول تقسيم الحصص التدريبية تحت قيادة المدرب فوزي إبراهيم والتي ستتوزع ما بين حصص بدنية وأخرى تكتيكية، لا سيما وأن انضمام التونسي أمين الشرميطي والعاجي جول داماو سيساعدنا كثيرا على رسم ملامح الفريق التكتيكية في المعسكر». وتحدث بلاغة عن الشرميطي وامكاناته الفنية، فقال: «الشرميطي من أفضل لاعبي شمال إفريقيا وقد خاض تجربة مفيدة مع الاتحاد السعودي قبل سنوات وبذلك لا يعتبر طارئاً على المنطقة، كما أنه يتمتع بمواصفات هجومية مزدوجة، فهو يجيد تسجيل الأهداف كما أنه يتمتع بالقدرة على الاحتفاظ بالكرة على أطراف منطقة الـ 18 ويمنح بذلك فريقه مفهوم الاستحواذ الجزئي وهذا ما كان يفتقد إليه الهيكل التكتيكي في الأخضر منذ سنوات. فكرة القدم الحديثة تعتمد على مفهوم التركيبة الهجومية المتكاملة في خطوط الفريق الثلاثة بل وأحيانا يساهم حارس المرمى في بناء الهجمات». وأكد بلاغة ان الجهاز الفني يسعى في الموسم المقبل الى السير في خطين متوازيين في الجانب البدني والذهني، والجانب الفني التكتيكي، وقال: «في ما يخص الأمور التكتيكية سنحرص على إيجاد صيغة تكتيكية نصل من خلالها إلى التركيبة الهجومية المثلى للفريق، فعملية اختيار المحترفين في أي مركز ستكون مبنية على مفهوم التركيبة الهجومية. الشرميطي مثلا سيكون عنصر الربط الهجومي ما بين خطي الوسط والدفاع وفقا لإمكاناته الفنية. أما بقية المحترفين فسيكون توظيفهم التكتيكي كذلك وفقا لإمكاناتهم وقدراتهم الفنية». وأوضح أن الجهاز الفني سيعمل من خلال المعسكر التدريبي على قراءة الخصائص الفنية لللاعبين كافة بمن فيهم المحترفون من أجل إعادة ترميم وبناء الهيكل التكتيكي «وهذه المهمة لن تكون من السهولة بمكان لكنني أثق في الجهازين الإداري برئاسة سامي الحشاش، والفني بقيادة المدرب فوزي ابراهيم وسنحاول أن نصل إلى ما يرضي جماهير العربي التي تعتبر بمثابة العصا التي سنتكئ عليها جميعا في مشوار الفريق في الموسم المقبل».
مشاركة :