طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، قادة الجيش العراقي أمس، بمنع الميليشيات التي لها «سجلات انتهاكات خطيرة» من المشاركة في العملية المزمعة، لاستعادة الموصل من تنظيم داعش. ويتوقع مسؤولون ودبلوماسيون في بغداد أن تبدأ المعركة لاستعادة الموصل، أكبر معاقل التنظيم المتشدد، في وقت لاحق هذا العام، لكن لم يتم الانتهاء بعد من وضع الخطط. ومن المتوقع أن يشارك الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب في الهجوم، بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ولم يبت بعد في دور قوات البيشمركة الكردية وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في المعركة، ولا يزال ذلك يمثل نقطة خلاف. ويرجح مسؤولون، وعلى رأسهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، مشاركتهم في المعركة، على أن يقتصر دورهم على مشارف المدينة. ونقلت وكالة «رويترز» عن جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة الحقوقية، قوله إن «على قادة العراق تجنيب المدنيين في الموصل الأذى الخطير من قبل الميليشيات التي سُجلت انتهاكاتها حديثًا»، مرددًا بذلك موقف كثير من الدبلوماسيين الغربيين وموظفي الإغاثة، الذين يعملون على توفير المساعدات الإنسانية للسكان. ويقول قادة الميليشيات إن قوات الأمن ليست جاهزة بعد لاستعادة الموصل بمفردها، في معركة قد تشهد حرب شوارع طاحنة. وذكر مسؤولو الموصل الذين انتقلوا إلى أماكن أخرى في البلاد بعد سقوط المدينة في يد المتشددين، أن ما تردد عن وقوع انتهاكات في الفلوجة في مايو (أيار) الماضي، بجانب انتهاكات ارتكبت في معارك سابقة تبرر دعواتهم لإبقاء الفصائل المسلحة خارج المدينة. ونفى كثير من الفصائل المسلحة اتهامات من محافظ الأنبار، حيث تقع مدينة الفلوجة، بارتكاب انتهاكات من بينها إعدام 49 رجلاً سنيًا واعتقال أكثر من 600 آخرين. وفتحت السلطات تحقيقًا وألقت القبض على عدد من الأشخاص حينها. من ناحية ثانية، كشف وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي عن بيع قادة تنظيم داعش في الموصل ممتلكاتهم والهرب من المدينة، مع اقتراب القوات الأمنية لاستعادة السيطرة عليها. وبدأت القوات العراقية عمليات لاستعادة السيطرة على المناطق المحيطة بمدينة الموصل، ثاني مدن العراق، التي سيطر عليها تنظيم داعش مطلع يونيو (حزيران) 2014. وقال العبيدي خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة «العراقية» الحكومية، إن «كثيرًا من عائلات وقادة (داعش) في الموصل باعوا ممتلكاتهم وانسحبوا باتجاه سوريا». وأضاف خلال المقابلة التي بثت مساء أول من أمس أن «قسمًا حاول التسلل حتى باتجاه الإقليم»، في إشارة إلى كردستان. وأوضح الوزير أن «مشكلات بدأت بين الأمراء على الأموال التي أخذوها من مختلف الشرائح الأجنبية أو العربية أو العراقية». إلى ذلك، بحث رئيس الوزراء العراقي مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد في بغداد أمس، خطط «تحرير» مدينة الموصل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان حكومي أنه «تم خلال اللقاء مناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التدريب والتسليح ومواصلة دعم التحالف الدولي للعراق في محاربة العصابات الإرهابية وخطط تحرير الموصل» الواقعة على بعد 350 كلم شمال بغداد. وأكد الجنرال دنفورد «استمرار دعم بلاده للحكومة العراقية برئاسة العبادي في جهودها»، وفقًا للبيان، مشيرًا إلى «حرص» بلاده على «تأمين احتياجات الحكومة في حربها ضد الإرهاب». وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من نزوح نحو مليون شخص يمكن أن يفروا من منازلهم في إطار مكافحة «المتطرفين» خصوصًا في الموصل. ورغم الانتصارات التي حققتها القوات العراقية واستعادتها، بمساندة التحالف الدولي، لمناطق واسعة ما زال المتطرفون يوجدون في مناطق مهمة بينها الموصل.
مشاركة :