* أكبر جريمة ارتكبها الإنسان، هي أنه غيّر الفطرة التي فطر الله النفس البشرية عليها.. وكبّل بعلومه ونظرياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ذلك الإنسان النقي الخيّر الذي أوجده الله بداخله، واستبدله بإنسان آخر، قد يكون أكثر منه علمًا ومعرفة وخبرة، لكنه بالتأكيد أقل منه طهرًا وإنسانية وخيرية. * ليس صحيحًا ما يروج له بعض علماء (الانثروبولوجي) من أن الإنسان البدائي كان وحشًا فظًا غليظ القلب، فالطبيعة الأصلية لكل البشر هي طبيعة ربانية فطرية مثالية خالية من كل مظاهر التوحش والفساد.. لكن الإنسان وبعد كل هذا الانغماس في مستنقعات عالمنا المؤدلج بالمصالح والنفعية، نسى كل جذوره الإنسانية الخيّرة، وتبنّى طبيعة حيوانية مزيفة تنحو نحو الخبث والشر والزيف أكثر من نحوها باتجاه الخير والحق والجمال.. هذه الطبيعة الأنانية هي من حمّلت البشرية كل هذا التاريخ الأسود من الأوزار والحروب والشقاء، ولو بقي الإنسان على فطرته المتسمة بالمحبة والسلام، لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من واقع مؤلم عنوانه الأول القتل والظلم والفساد.. ولما بتنا نشعر بالدهشة حين نصادف شخصًا لم تلوثه العوامل السلبية المكتسبة، ونقول لا شعوريًا: «مسكين.. طيب»، وكأننا نشفق على طيبته وبراءته، التي فقدناها!. * العجيب أننا نُكبّل أنفسنا باسم العقل والحكمة.. نستبدل إنسانيتنا وفطرتنا السليمة بأخرى ملوثة بدواعي العلم والتحضر والتمدن!.. نتخلى عن طيبتنا باسم العولمة، ونطالب أبنائنا بأن يتركوا طبيعتهم البشرية المسالمة ويتحولوا إلى ذئاب لأسباب دنيوية!!.. لكن الأكثر عجبًا من كل هذا هو أننا نصنع عاداتنا وسلوكياتنا ثم نصبح أسرى لها بقية أعمارنا!.. ألم تلاحظ أننا نتحرق شوقًا لذلك الإنسان النقي الذي قتلناه في أنفسنا مع سبق الإصرار والتعمد؟!. * (حيّ بن يقظان)، و(روبنسون كروزو) نسختان إحداهما عربية والأخرى إنجليزية صنعهما الإنسان للدلالة على حنينه إلى أصله الطيب.. كما أنهما اعتراف تناقلته كل أدبيات العالم بأن النفس الإنسانية لو سلمت من سقطات السياسيين، وأيديولوجيات أهل المال والاقتصاد، وترّهات الفلاسفة وتجار الأديان لاهتدت إلى الطريق الصحيح بفطرتها، ولبقيت سليمة خيرة كما خلقها الله. * بداخل كل منا إنسان حقيقي، لكنه أسير للأسف.. وكل ما يحتاجه هو أن نتخلى عن برمجة عقولنا، وأن نفسح له المجال ليتصرف بطبيعته، وليقودنا نحو حياة أكثر طهرًا وجمالًا ونجاحًا، لكنَّنِا وفي كل مرة يقترب فيها هذا الخير من عجلة قيادة نفوسنا، نقسُو عليه ونمَدِد فترة سجنه إلى أجل غير مسمى!!. * لقد خلق الله بداخلك إنسانًا أكثر منك خيرية وإنسانية.. إنسان ينتظر منك أن تطلقه، فلا تتردد في ذلك. Twitter: @m_albeladi m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :