ليلة الخميس 23/10/1437هـ وفي مقر النادي الأدبي الثقافي بجدة وبدعوة كريمة من الأخ والزميل العزيز الأستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة، تشرفت بالمشاركة في لقاء مفتوح مع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي ضم عددًا من المفكرين والأدباء والإعلاميين إضافة إلى أعضاء مجلس إدارة النادي وبعض أعضاء الجمعية العمومية، وكان من أبرز المشاركين الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين والأستاذ الدكتور عاصم حمدان، والأستاذ الدكتور عبدالله المعطاني إضافة إلى مجموعة مميزة من الأديبات الكاتبات. وتمحور اللقاء حول (رؤية المملكة 2030) واتسم بالأريحية التامة، وتحدث وزير الثقافة والإعلام بكثير من الشفافية عن كثير من مشروعات الوزارة ورؤاها وتطلعاتها في كل المناحي الإعلامية والثقافية، وزف إلى الحاضرين الكثير من الأخبار السارة التي تشي بتحول نوعي في عمل الوزارة ثقافيًا وإعلاميًا. وكان من أبرز هذه الأخبار شروع الوزارة في تأسيس: «المجمع الملكي للفنون» ويهدف هذا المجمع إلى الارتقاء بالفنون بكل ضروبها وأنواعها، والارتقاء كذلك بذائقة المواطن الفنية فيما يتصل بالفن العالمي والسعودي على حد سواء، ويرتبط ذلك بإعارة مسرح الإذاعة والتليفزيون، وإقامة مسرح دائم وثابت للطفل على مدى العام كله ويتضمن إنتاج مواد صالحة للطفل لتنشئته تنشئة متوازنة. ولعل قيام هذا المجتمع من الأمور الملحة التي لا تحتمل التأخير، ويتطلع له كل المثقفين والموهوبين وعامة الناس كما أكد عليه كل الحاضرين، وتمنوا جميعًا أن يرى النور قريبًا. كما تحدث معاليه عن عزم الوزارة وضع الهيئة العامة للثقافة في مسارها الصحيح لتباشر عملها قريبًا، بعد أن شكلت الوزارة لجنة من خمسة عشر شخصًا من الخبراء والمختصين للإعداد لورشة عمل وطنية شاملة حول هذه الهيئة الوليدة، ودعا إلى مشاركة أكبر عدد من المثقفين والمثقفات وإثرائهم لهذه الورشة كي تتبلور رؤية الهيئة وأهدافها وهيكليتها. وشدد معاليه على ضرورة التواصل الثقافي مع الآخر لمعالجة القصور الحالي في التواصل مع الثقافات الأخرى، إذ لم يصل أدبنا وفكرنا إلى الدول الأخرى، ولم يترجم إنتاج أدبائنا الثري ومحصولنا الفكري إلى اللغات الحية كي يعرفه الناس. وفي إطار التواصل العالمي تحدث الوزير عن خطة لتجوال معرض (رؤية المملكة 2030) حول العالم على غرار معرض المملكة بين الأمس واليوم الذي حقق نجاحات كبيرة وحقق فكرة التواصل الثقافي مع الآخر. وسألته عن خطوات الوزارة لتعزيز الإعلام الخارجي الذي يعاني قصورًا في الوقت الحاضر في خلل المتغيرات السياسية والفكرية الضخمة التي يعيشها العالم وليست المملكة في منأى عن ذلك بل لابد لها من مواكبة هذه المتغيرات، والإعلام الخارجي القوي يحقق هذه المواكبة ويجلي الكثير من الحقائق الغائبة. ووافقني معاليه على هذا الطرح بقوله: «كلامك صحيح»، وبشر الجميع بأن الوزارة خطت خطوات كبيرة في سبيل تعزيز الإعلام الخارجي، لعل من أهمها ما حدث في وكالة الأنباء السعودية (واس) من نشر أخبارها بخمس لغات حية، وستضاف إليها خمس لغات أخرى قريبًا وهو ما لم يحدث من قبل في إعلامنا، كما زف معاليه نبأ تطوير قناة الإخبارية لتظهر بثوب جديد إضافة إلى قناة رديفة باللغة الإنجليزية، ناهيكم عن خطوات أخرى كثيرة للوزارة في المجالين الثقافي والإعلامي، منها تطوير لائحة الأندية الأدبية، وإعادة جائزة الدولة التقديرية قريبًا، وإنشاء صندوق للأدباء والفنانين، واعتماد مشروع جديد للمكتبات يجمع رقميًا كل الإنتاج الفكري الوطني، والعديد من الإنجازات الأخرى التي لا يتسع لها هذا الحيز. وخلاصة القول: إن الثقافة والإعلام في بلادنا يسيران في الاتجاه الصحيح، ولكن هذه المشروعات الإعلامية تحتاج إلى «إعلام» ليعرفها الناس. وقد أحسن نادي جدة الثقافي الأدبي بعقد هذا اللقاء الذي شكل قيمة إضافية ولا شك للفكر والثقافة. Moraif@kau.edu.sa
مشاركة :