القوات النظامية تستعيد مـواقع من الفصائل المقـــاتلــــة قــرب حلـب

  • 8/4/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حققت قوات النظام السوري، أمس، بغطاء جوي روسي تقدماً جديداً في جنوب غرب مدينة حلب، على حساب الفصائل المقاتلة التي خسرت مناطق كانت سيطرت عليها قبل أيام. في حين اتهمت روسيا الولايات المتحدة بقتل عشرات السوريين في الغارات التي يشنها الطيران الأميركي في سورية. وتمكنت قوات النظام السوري من استعادة عدد من المواقع التي سيطرت عليها المعارضة إثر هجوم شنته الأحد الماضي، بهدف فك الحصار عن الأحياء الشرقية في مدينة حلب الخاضعة لسيطرتها. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، أمس، لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام سيطرت خلال الساعات الـ24 الماضية على «تلتين وقريتين عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب بغطاء جوي روسي كثيف». وأوضح أن قوات النظام شنت هجوماً مضاداً لامتصاص الهجمة العنيفة التي نفذها مقاتلو الفصائل، مضيفاً أن هجوم الفصائل المعارضة «لم يحقق حتى الآن النتائج التي كانت متوقعة في هذه المرحلة». ونقل مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية لحلب أن أصوات الاشتباكات والقصف كانت مسموعة طوال الليلة قبل الماضية في تلك المناطق التي تعرضت صباح أمس أيضاً لغارات جوية تضمنت براميل متفجرة. وتدور منذ الأحد معارك عنيفة بين قوات النظام وحلفائها من جهة والفصائل المعارضة والمقاتلة وبينها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة) من جهة أخرى، جنوب غرب حلب، إثر هجوم شنته الأخيرة بهدف فك الحصار على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها في المدينة. ويسعى مقاتلو الفصائل من خلال هجومهم الأخير إلى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب، ما سيمكنهم من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق إمداد رئيس لقوات النظام والمدنيين في الأحياء الغربية من حلب من جهة أخرى. وكتب موقع مقرب من الحكومة السورية، «بعد معركة طويلة وقاسية» تراجعت الفصائل المقاتلة ليصبح «الجيش السوري مسيطراً بشكل كامل على منطقة الراموسة». ونتيجة الغطاء الروسي الكثيف، لم تتمكن الفصائل المقاتلة من تثبيت مواقعها، وفق عبدالرحمن، الذي أشار إلى أنها لاتزال تسيطر على أربع تلال استراتيجية وقرية صغيرة ومدرسة. وأفادت صحيفة «الوطن» المقربة من الحكومة السورية، أمس، بـ«تقدم الجيش العربي السوري من جديد في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي لحلب مسبباً انتكاسة كبيرة» للفصائل المقاتلة. وأسفرت قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة بعد منتصف الليلة قبل الماضية على أحياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في جنوب غرب حلب عن مقتل «10 مدنيين بينهم أربعة أطفال»، وفق المرصد. وأثار حصار الأحياء الشرقية المخاوف من حدوث أزمة إنسانية لنحو 250 ألف شخص محاصرين هناك. وأعلنت الأسبوع الماضي فتح «ممرات إنسانية» من الأحياء الشرقية أمام المدنيين والمسلحين الراغبين في المغادرة. إلى ذلك، نفى القيادي في «جيش الفتح» أكبر الفصائل المسلحة، زاهر أبوحسان، ما يروجه نظام الرئيس بشار الأسد ووسائل إعلامه عن اقتراب التوصل إلى هدنة في مدينة حلب، مؤكداً رفض تطبيق إعلان هدنة «شاملة» في المدينة خلال الأيام القليلة، على خلفية تسريبات اتفاق روسي أميركي بهذا الشأن. وأكد أبوحسان، في تصريح لقناة «أورينت نت» بثته أمس، عدم وجود أي حديث عن هدنة مع النظام في حلب، مشدداً على أن المعارك مستمرة حتى تحرير المدينة كاملة. وقال إن النظام حاول نشر شائعات حول اقتراب التوصل إلى هدنة شاملة في حلب، بهدف تخفيف الصدمة عن مؤيديه ورفع معنوياتهم، عقب التقدم الكبير الذي حققته فصائل «جيش الفتح» و«فتح حلب» في محيط مدينة حلب، واقتراب فك الحصار عن الأحياء الشرقية. من ناحية أخرى، اتهم نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة يفجيني زاغاينوف، الولايات المتحدة بقتل عشرات السوريين في الغارات التي يشنها الطيران الأميركي في سورية، طبقاً لما ذكرته أمس وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وعبر زاغاينوف، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، عن قلقه من تدمير المدارس والمستشفيات وغيرها من منشآت البنية التحتية في بلدان تقع في الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية. وقال: «يبقى الوضع في عدد من بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية كئيباً، ففي الأيام والأسابيع القليلة الماضية وحدها قتل عشرات المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال في غارات شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية».

مشاركة :