أزمة فكر... وليس فعل - مقالات

  • 8/5/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الأزمة: عندما تريد إقناع افراد وجماعات، لا بد ان يكون لك هدف تود ان تحققه ولا يكتمل هذا الهدف وتصيبه إلا اذا كان لديك سلاح وتركز عليه. لكن هناك فرقاً بين الهدف الثابت والمتحرك، فالثابت يسهل الوصول اليه، اما المتحرك، فثمة صعوبة في ادراكه... وهذا ما يحدث في هذا المجتمع، هناك من يقتنعون بسرعة، من خلال احداث أثر فكري فيهم، من دون أن يسألون لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ بل كل ما يقال او ما يصرح عنه، بالنسبة اليهم صحيح، لأنهم تعرضوا الى كل طرق الاقناع... فيصاب الهدف ويحدث ما كان يسعى اليه اهل السلاح. اما الهدف المتحرك - اصحاب العقول النيرة - عندما يقبل عليه بالسلاح ويستهدف، فإنه يتحرك بحثاً عن معلومات من هنا وهناك بكل الوسائل الاعلامية، ولا يقتنع الا بعد الإلمام بها جميعها... فيجد حامل هذا السلاح المدمر، صعوبة في التصويب، لأنه امام اناس مثقفين متعلمين ذوي عقول راجحة لا يهتمون بالاسلحة المصوبة اليهم، لأنهم يرتدون واقي العلم والثقافة. ولكن للأسف، عندما نرى في الوقت الحالي دياراً مدمرة وكثرة في الارهاب والاحزاب فيها، فذلك لأن الاهداف الثابتة اعلى من المتحركة... والعكس صحيح. وهذا ما نواجهه محلياً وعربياً... قبل ان نواجه العدو، نخلق مجتمعاً ذا فكر مثقف. نبحث بكل الاساليب العلمية كيفية مواجهة الاعلام الفاسد الذي تكثر به الدعايات والاعلانات، الذي يتحلى بألوان زاهية وكلمات حامية تفجر العقل وتوصله الى تحدي مجتمعه بالاعتراض الدائم لأن الهدف أصيب وتم تدمير ما حوله. وهذه ازمة الفكر العربي، بين قائد وشعب، وبين رئيس ومرؤوسين، ليس فقط «داعش» ومن سبقه أسامة بن لادن، وما يحدث في اليمن وسورية، وغيرهما من الشعوب... لو اعطوا تفكيرهم وقتاً قبل اتخاذ القرار لمصلحة من هذا الدمار لأرض واقليم وشتات شعب وما هو المكسب الاخير، لتغيّرت الكثير من الامور؟ لو قرأ كل قائد، تاريخ من سبقه واخذ العبرة، منذ أيام فرعون وحتى الحرب العالمية الثانية... وتأمل ماذا حدث لبعض القياديين والشعوب، سنرى أن بعضهم من انتحر وبعضهم من نفي... وشعوب فقرت وكثرت الامراض في الارض واستعمرت فكرياً قبل اقليمياً. وهناك الاستبداد والديكتاتورية وحب التجبر، والكل يريد ان يكون قائداً. لو علم كل انسان ان القيادة تأتي بالفطرة ولا تولد معه او تورّث، لما ادى ذلك الى تفوق الاهداف الثابتة على المتحركة، ولما أدى ذلك إلى دمار الشعوب، من خلال من يعتبرون انفسهم موهبة فذة. الحل: ان وسائل الاعلام تعددت وكثرت وتسهلت حتى وصلت للطفل الذي اصبح يتأثر ويؤثر على من حوله، خصوصاً خطر الالعاب الالكترونية، صعبة المراقبة من قبل الوالدين، ومثال على ذلك لعبة «البوكيمون» وغيرها. فدور الفرد عندما يرى خبراً او لعبة خطرة الابلاغ عنها، لأنك ان لم تخسر من عندك احداً من افراد اسرتك، فسكوتك كما قيل «شيطان أخرس»، سيدمر عائلات اخرى. ودور القياديين ليس ايقاف هذا الاعلام لأنه سيزيد من الناس الذين لديهم الفضول لمعرفة سبب اغلاقه، فكل ممنوع مرغوب، بل مواجهته وفضح اهدافه ونشر الحقائق والافضل منها. فالقوة العضلية لا تفيد امام العقول المنيرة، وهنا نكون هدفاً متحركاً صعب المنال. Slamah609@gmail.com

مشاركة :