بعد كلمة أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، الأخيرة، دعيت لمناقشة الخطاب على قناة لبنانية من فريق «الممانعة» و«المقاومة». وفيما يلي ملخص الحوار: المذيع: في رأيك هل ستقبل السعودية بالحوار مع نصر الله حول القضايا المختلف عليها في اليمن والبحرين وسوريا والعراق وفلسطين، كما يطالب؟ باطرفي: نسي في هذه القائمة الطويلة أن يذكر بلده لبنان! رغم أن لبنان هي الدولة الوحيدة التي يصح له، بعد موافقة حكومته، أن يتحدث عنها أو باسمها بصفته مسئولا في حزب لبناني محلي. ومع ذلك فصاحبنا يريد من قيادة دولة بحجم ومكانة المملكة العربية السعودية أن تتفاهم معه حول قضايا الأمة. رحم الله امرأً عرف قدره فوقف عنده. إذ إن هذا هو الرجل الذي أعلن بفخر أنه عميل لدولة أجنبية، إيران، وأن حزبه يتلقى كل احتياجاته المادية والعسكرية منها، وأن مشروعه يتمثل في ضم لبنان إلى ولاية الفقيه، وأنه عبد لهذا الفقيه، ويفخر بذلك. هذا الرجل الذي قدم مواطنيه العرب علفاً لمدافع الفرس، وأحرقهم في صراعات لا صلة لهم بها، وقاتل بهم وقتل الملايين من مسلمي وعرب سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين. هذا الرجل الذي مول عملياته الإرهابية المحلية والدولية من صناعة وتجارة المخدرات، وغسيل الأموال، والارتزاق العسكري. هذا الإرهابي تاجر المخدرات وعميل الفرس ينتظر من زعامة الأمة العربية والإسلامية أن تتفاوض معه هو نيابة عن حكومات عربية. أقول له، ولست مفوضا، إن بلادنا، لو شاءت التفاوض، فإنها ستفاوض السادة لا العبيد! وأن أبناء بلاد الحرمين لن يغفروا لمن أساء إلى بلادهم وولاة أمرهم. المذيع: ولكن السيد نصر الله يتكلم عن مد الإيادي للحوار، فلماذا ترفضون السلام؟ باطرفي: لأننا رأينا هذه الأيادي على حقيقتها. رأينا مدربي الحزب يجهزون الإرهابيين في اليمن لتنفيذ عمليات تخريبية واغتيالات في الرياض، رأينا خلاياهم في البحرين والإمارات والمملكة، ومخدراتهم وأسلحتهم ومتفجراتهم تحاول النفاذ إلى أسواقنا. وحتى الكويت التي كانت المحطة الأولى التي يقصدها المسئولون الإيرانيون في الخليج، وكلما أرادوا تلطيف العلاقة معنا، اكتشفت بعد أيام من آخر زيارة لوزير خارجية إيران «الظريف» وتصريحاته «الظريفة» و«اللطيفة» أربع خلايا خطيرة للحزب تستهدف قلب نظام الحكم. مثل هذه الأيدي الممددوة بالشر جديرة بالقطع لا القبول، وسوف تقطع! المذيع: أيضا يتهم نصرالله المملكة بمحاولة التطبيع مع إسرائيل. ما تعليقك؟ باطرفي: إيران وعبيدها هم آخر من يحق لهم الحديث عن العلاقات مع إسرائيل. فعلاقة نظام الملالي بأمريكا والكيان الصهيوني كشفتها فضيحة إيران كونترا في الثمانينات الميلادية. فمع إدارة الرئيس ريغان حصلت إيران سرا من أمريكا على أسلحة وذخائر عبر إسرائيل (رغم المقاطعة والعداوة المعلنة) مقابل تحرير سبعة رهائن اختطفهم الحزب الإرهابي. وإذا كانت إيران لا تزال رغم هذه الفضيحة وغيرها تصر أنها عدوة إسرائيل، فلماذا تضيع الفرصة لإثبات ذلك؟ أليست اليوم على حدود فلسطين المحتلة بجيشها وصواريخها في سوريا؟ لماذا، على الأقل، لا ترد على القصف الإسرائيلي لمواقعها وقوافلها العسكرية ومليشياتها في الجولان ولبنان بأكثر من التصريحات النارية؟. السعودية أعلنت مرارا وتكرارا أنها لم ولن تطبع علاقاتها مع إسرائيل إلا بعد قبولها وتطبيقها للمبادرة العربية للسلام. والمبادرات والتصريحات الشخصية لغير المخولين لا تلزمها. المذيع: ما هو ردك على اتهامات نصرالله بأن الوهابية التي يتبعها بعض الإرهابيين تحمل السعودية مسئولية ما يرتكبونه من جرائم؟. باطرفي: كثير من هؤلاء الإرهابيين من السلفيين، ولكن منهم أيضا شيعة عرب وإيرانيون. فالإرهابي الذي قتل السنة في مطعم بميونيخ الألمانية كان يحمل جوازاً إيرانيا، وخريج ثقافة الاستكبار الفارسي على العرب وعداوة بلاده للسنة، والحشد الشعبي والمليشيات الطائفية التي تقتل المسلمين في العراق وسوريا واليمن مدعومة وموجهة من إيران، والحرس الثوري الذي يضطهد السنة والعرب في إيران يمثل النظام نفسه، والمحاكم التي أعدمت مئات الدعاة والمعارضين لحكم الملالي، هم الدولة وهم النظام. بدلا أن نحمل السعودية جريمة كل سلفي، علينا أن نبحث عن الجهات التي تمولهم وترعاهم، وسنجد أن كل الطرق تؤدي إلى طهران وبيروت، لا الى بلاد الحرمين.
مشاركة :