انقلاب فاشل وغيظ غربي شديد | سالم بن أحمد سحاب

  • 8/10/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت النسخة الدولية من صحيفة نيويورك تايمز في عدد الخميس 4 أغسطس أن حوالى 70% من الشعب التركي يجزمون بأن الولايات المتحدة خلف محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي، كما تجزم الصحيفة أن معظم الشعب التركي، وبكل أطيافه وألوانه السياسية والاجتماعية يقفون ضد محاولة الانقلاب أياً كان مدبرها ومنفذها وداعمها. لم يقف الشعب ضد الانقلاب لمجرد دعمه لأردوغان، وإنما وقف يحمي مستقبله ويدافع عن خياره ويذود عن وطنه، ولذا ومع بقائي في إسطنبول وما جاورها لأكثر من أسبوعين، ومع استمرار الحشد الجماهيري ضد الانقلاب، لم أر صورة واحدة مرفوعة لأردوغان، وإنما هي الرايات التركية الحمراء التي تتوسطها نجمة وهلال. وأبدت الصحيفة نفسها في عدد الجمعة 5 أغسطس عجبها من استمرار تحسن الوضع الاقتصادي التركي، إذ ارتفعت قيمة الأسهم بنسبة 6,6%، وبالنسبة للدولار فقد ارتفعت قيمتها بنسبة تقارب 4% لأن الليرة انخفضت قيمتها قليلاً بالنسبة للدولار عقب الانقلاب الفاشل. أما الذي أغاظ الصحيفة فهو استمرار إقبال الشركات الكبيرة على الاستثمار في تركيا بالرغم من محاولة الانقلاب، وبالرغم من مسارعة مؤسسات التصنيف الكبرى إلى تخفيض مستوى قدرة تركيا على الوفاء بديونها، عقابًا لها جراء إفشالها الانقلاب الذي خُطط له بإحكام شديد، ومكر كبير، وخبث مكين، وحقد دفين. واعتبرت الصحيفة أن تركيا دولة ذات مخاطر مرتفعة، فكيف تجرؤ أي شركة محترمة على الاستثمار فيها ونسيت أنها ليست كذلك إلاّ في عيون داعمي الانقلاب وعرّابيه، أما الشركات المحترمة فتبحث عن عائد معقول، وبيئة آمنة، وقضاء نزيه. لكن القضية أكبر من ذلك بكثير على ما يبدو، فالغرب يسعى لإسقاط النظام السياسي في تركيا اقتصاديًا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، سيحاول الغرب إنجاح محاولات انقلاب اقتصادية، ربما ببطء شديد ولكن كما يقول الإنجليز: (ببطء، لكن بفعالية)، والله نسأل أن يحبط مخططاتهم وأن يرد كيدهم وأعوانهم ومؤيديهم في نحورهم. الشعب التركي وفي أعقاب يوم الأحد الماضي أثبت أنه منيع على الانقلابات من الآن فصاعدًا، لكن الغرب لن يطمئن إلى هذا القرار الشعبي الصادم، بل سيحاول اختراق منظومات أخرى تفتت هذه الوحدة العجيبة، سيحاولون ويحاولون وسيمكرون ويمكرون. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :