أسهم «كريدي سويس» تتآكل.. وإعادة الهيكلة تجبره على شطب 6 آلاف وظيفة

  • 8/11/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يرى مصرف كريدي سويس، الذي خرج هذا الشهر من المؤشر الأوروبي يورو ستوكس 51، أنه بحاجة إلى زيادة جديدة في رأس المال، طبقًا لما قاله تيجان ثيام مدير ثاني أكبر المصارف السويسرية، الذي دافع بقوة عن نموذج عمل مصرفه. وخرج "كريدي سويس" من المؤشر لإخفاقه في الاختبار الشهري المتعلق بـ "التحمل والمقاومة" الذي يختبر قدرة المصارف على مواجهة واستيعاب صدمة ناجمة من سيناريو كارثة اقتصادية. وتمر القاعدة الأساس في هذا الامتحان عن طريق تقييم نسبة رأس المال الثابت في المصرف. وعانى 13 مصرفًا آخر إلى حد كبير الاختبار الأوروبي، ما أدى إلى خروجها من المؤشر، بما في ذلك "دويتشه بانك"، ومصرف كوميرتز بانك الألماني، فضلا عن مصرف رويال بانك أوف سكوتلند. وأوضح ثيام في تصريح صحفي أن البنك يتوخى الحذر، وعليه لن أقول أبدًا "إننا لسنا بحاجة إلى زيادة رأس المال، وفي أكثر الرؤى "السيناريوهات" القابلة للتنبؤ بها، فنحن لسنا بحاجة إلى زيادة رأس المال"، وتولى، ثيام، وهو مواطن من ساحل العاج يحمل الجنسية الفرنسية ومدير سابق لشركة التأمين البريطانية برودونشيال، زمام المصرف في تموز (يوليو) 2015. وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بدأت المؤسسة عملية كبرى في إعادة الهيكلة استهدفت الحد من الأعمال المصرفية العادية لمصلحة إدارة الثروات، وبين خسارة سحيقة في عام 2015 ومفاجأة جيدة للربع الثاني من عام 2016، لم تتوقف الأوساط الاقتصادية، والمالية، ووسائل الإعلام عن تمحيص وتدقيق كل كلمة يقولها ثيام تيجان. ومنذ توليه مهام منصبه، فقد المصرف أكثر من نصف قيمته في سوق الأوراق المالية، و"الأسباب عديدة، حسبما قاله هذا المدير التنفيذي الكبير، في المقابل، أعرب، ثيام، عن افتخاره بالتقدم المحرز على "جبهة المخاطر"، حسب التعبير المصرفي الدولي، مضيفا أنه "بين أواخر كانون الأول (ديسمبر) وأواخر آذار (مارس) الماضي، انخفضت مواضع الخطر في المصرف بنسبة الثلث الصافي. وفي الربع الثالث من عام 2015 "أي عند تولي، ثيام، أمور المصرف" كانت القيمة المعرضة للخطر المتعلقة بـ "كريدي سويس" تقريبا ضعف أي مصرف أوروبي متوسط الحجم - مع رسملة أقل، في ذات الوقت، وبالنتيجة، فقد كانت الأولوية القصوى توسيع رأس المال، ما يعطي فرصة للبقاء على قيد الحياة، ثم نفكر في المستقبل تقييم المخاطر، غير أن ظروف السوق خلال الـ 12 شهرًا الماضية لم تكن مواتية. وإعادة هيكلة المصرف ستُكلِّف ستة آلاف وظيفة يخرج أصحابها من باب المصرف إلى مكاتب العاطلين عن العمل، ويبدو أن ثيام، مؤمن جيدًا باستراتيجيته، وسيواصل الاستثمار في مبدأ الحد من التكاليف، وهو يعتقد أن فلسفته في التكاليف تكمن في تحقيق مكاسب في الإنتاجية، وعلى قناعة بأنه ينبغي لكافة المؤسسات المصرفية أن ترفع من إنتاجيتها من 2 إلى 3 في المائة سنويًا. وفيما يتعلق بإمكانية توحيد القطاع المصرفي الأوروبي، اعتبر رئيس"كريدي سويس"، أن هذه العملية سيكون من الصعب جدًا تحقيقها في البيئة الجديدة لأن مبدأ "كبير جدًا على الفشل" لا يزال واحدًا من العناوين الرئيسة في وسائل الإعلام، وتساءل: إذا كان هذا هو الشعار، أو لنقل، إذا كانت هذه هي العملة، فكيف يمكن إنشاء مؤسسات مصرفية أكبر من القائمة؟ ولا يشير مفهوم "كبير جدًا على الفشل" إلى أن المصرف كبير جدًا إلى حد أنه من المستبعد تمامًا فشله، بل يعني العكس تقريبًا وهو أن المصرف كبير جدًا فلا ينبغي له الفشل، وفشله سيجرّ معه تداعيات مالية واقتصادية خطيرة على المركز المالي للبلاد. وبالنسبة إلى كريدي سويس، فإنه يتوقع جيدًا إمكانات عظيمة للنمو من دون استحواذ، ويرى رئيسه أن الفرص في كل مكان، وفي آسيا خصوصا، ولكن أيضا في أوروبا والولايات المتحدة، وعن أسهم المصرف التي واصلت تآكلها حتى بلغ مستوى السهم 10.57 فرنك سويسري "11.12 دولار"، قال ثيام "إنه من المؤكد أن تطور سعر السهم ليس فيه ما يُفرحنا أو يُفرح حاملها، ونحن على قناعة راسخة بأنه سيكون هناك تصحيح، لأن سعر السهم لا يعكس على الإطلاق قيمة المصرف، وهذا ما لا يتطابق مع قواعد السوق". وأشار ثيام إلى أنه من الصعب تقدير متى سيخف الضغط على سعر سهم المصرف، لكن يجب أن نعمل جاهدين لإقناع الأسواق أن لدينا نموذجا جديدا، "وأعتقد أن هذا هو النموذج الصحيح، لكن علينا أن نظهر أن لدينا همَّة"، وخلال الأرباع السنوية الـ 25 الماضية، لم يصل "كريدي سويس"، أو يتجاوز توقعات السوق سوى ست مرَّات فقط، ويبدو أن المصرف الدولي خيَّب آمال السوق في 75 في المائة من الحالات، ومقارنة بأقرانه، فقد كانت نسبه معكوسة، حيث أقر ثيام أنه دون المصداقية اللازمة، فإن سعر السهم سيبقى تحت ضغوط.

مشاركة :