يطلق مصطلح «الطب البديل» (أو التكاملي أو غير التقليدي) على كل المعالجات التي تحسن نوعية الحياة والصحة وتمنع حدوث المرض وتفيد في الحالات التي يبدو أن فرص شفائها في الطب الحديث محدودة نسبيا. ويرى ممارسو ومؤيدو الطب البديل أن أساليبه مجدية وأكثر أمانا رغم أنها قد تتطلب فترات طويلة كي تظهر نتائجها. لكن في المقابل، ما زالت معظم ممارسات وتقنيات الطب البديل إما مهملة على نطاق واسع أو موضع تشكيك من جانب ممارسي ومناصري الطب الحديث، وذلك على أساس أنه لم يتم إثبات جدواها بحثيا حتى الآن. ووفقا لدراسات أكاديمية، فإن الطب البديل يتمحور حول ستة مجالات رئيسية، ألا وهي: • العلاج بالأعشاب: ما زال لدى كثير من المجتمعات البشرية حتى الآن تقاليد متوارثة في العلاج والتداوي بالأعشاب. وهناك أدوية مستخدمة حاليا في الطب التقليدي مستخلصة من اعشاب طبيعية، لكن حتى الآن ما زالت الأعشاب تسوّق في الولايات المتحدة الاميركية – على سبيل المثال - باعتبارها مستحضرات غذائية (وليست دوائية)، إذ إنها غير مجازة كعقاقير علاجية من جانب إدارة الأغذية والأدوية. • النظم البديلة للممارسة الطبية: ومنها الوخز بالإبر، والايورفدك، والهوميوباثي، والعلاج بالطبيعة. • التداخل بين العقل والجسم: يستكشف قدرة العقل على التأثير إيجابيا في الجسم وربما إشفاؤه من أمراض معينة من خلال جهاز المناعة. • التطبيقات الكهرومغناطيسية الحيوية: تشمل الاستفادة من استجابة الجسم للموجات اللاحرارية وغير المتأينة. ومن استعمالاتها الحالية إشفاء مشاكل العظام، وتحفيز الأعصاب، ومعالجة التهاب المفاصل، وتسريع التئام الجروح. • المعالجة باللمس والتحريك: يعتقد أصحاب هذه الممارسة في أن هناك تكاملا هيكليا بين مختلف أعضاء الجسم وأنه من الممكن الإشفاء واستعادة الصحة من خلال المعالجة باللمس (كالتدليك) وتحريك العظام والانسجة الرخوة والأربطة. • المداواة البيولوجية الذاتية: تعتمد على المعالجة بلقاحات طبيعية لا يستخدمها الطب التقليدي، كلقاح «أنتينيوبلاستين» الذي يتم استخلاصه من الدم والبول البشريين لمعالجة بعض الأمراض. أما ممارسات ومعالجات الطب البديل الأكثر شيوعا على مستوى العالم حاليا فإنها تشمل التالي: • الوخز بالإبر الصينية: بدأ هذه العلاج قبل نحو 5 آلاف سنة وهو من الممارسات الصينية التقليدية ويتضمن استثارة نقاط معينة في الجسم لأغراض علاجية من خلال الوخز بالإبر لإحداث الأثر العلاجي المطلوب. • الهوميوباثي: تم اكتشاف هذا النوع من العلاج البديل قبل نحو 200 سنة، وهو يرتكز على مبدأين أساسيين: أولهما هو أن المادة التي تسبب بعض الأعراض عند اعطائها لإنسان سليم يمكن أن تشفي هذه الأعراض إذا أعطيت الى إنسان آخر مريض، وثانيهما هو أنه كلما كانت المادة مخففة التركيز يكون تأثيرها أقوى. • الإغذاء الاسترجاعي الحيوي: تقوم فكرة هذا الأسلوب على المعالجة من خلال تدريب المريض بطرق معينة على كيفية التحكم في وظائف جسمه الحيوية، كضربات القلب ووتيرة التنفس وجريان الدم ووظائف الجهاز الهضمي ونشاط المخ. • العلاج بالطبيعة: يعتمد على المزاوجة بين أساليب الطب البديل وأساليب الطب الحديث في التشخيص والمعالجة. ويتم تدريب أطباء على هذا الأسلوب في كليات الطب بهدف الدمج والاستفادة من مميزات المجالين. ورغم أن التشكيك في جدوى أساليب الطب البديل لا يزال قائما من جانب مناصري الطب الحديث، فقد لوحظ خلال السنوات القليلة الماضية اهتماما متزايدا بإجراء دراسات بحثية تهدف إلى إعادة تقييم المعالجات المستخدمة في ذلك الطب المُهمل منذ سنوات طويلة.
مشاركة :