تقرأون هنا نبذة أسبوعية سريعة حول أحد جوانب الطب التكميلي الذي يشتهر عالميا بـاسم «الطب البديل». استكمالا لما بدأناه في الحلقة السابقة، من المهم توضيح أن أنصار الطب البديل ليسوا ضد الطب الغربي الحديث على طول الخط، ولا يدعون إلى تركه والتوجه بشكل كامل إلى الطب البديل. فالطب الحديث له دور مهم ولا غنى عنه في التشخيص وفي العلاج وفي الوقاية من الكثير من الأمراض بالتطعيمات المختلفة. والحقيقة هي أن أنصار الطب البديل ينادون بأن نلجأ قدر المستطاع إلى كل ما يساعد في علاج الأمراض وتحقيق الشفاء بوسائل طبيعية وبأقل أعراض جانبية ممكنة، أي أن دعوتهم هي دعوة للتعاون والتكامل بين الأنواع المختلفة من الطب بما يحقق هدف الشفاء وحصول العافية للإنسان. لهذا السبب، غالبا ما يطلق مصطلح «طب تكميلي» على الطب البديل عند استخدامه جنبا إلى جنب مع الطب الغربي لمعالجة بعض الأمراض. وعلى هذا النحو يمكن القول إنه ليس مرجحا أو واردا أن يحل الطب البديل محل الطب الحديث كما يتصور البعض، بل يمكنه فقط أن يوفر بدائل ناجحة ومساعدات فعالة يحتاج إليها المرضى والأطباء في معالجة كثير من الأمراض، ولا سيما المزمنة والمستعصية منها. ولا يوجد فى مجال الطب البديل معالجون متخصصون في معالجة أعضاء أو أمراض بعينها في الجسم مثلما هو الحال في الطب الحديث الذي يوجد فيه متخصصون في الأمراض الباطنية والصدرية وأمراض الكبد والعيون وغير ذلك. فالمتخصص في الطب البديل يمكن أن يعالج سلسلة واسعة من الاعتلالات من خلال آليات الشفاء الذاتي التي سبق أن شرحناها في الحلقة الماضية. وفي سياق كل حلقة من الحلقات المقبلة لهذه الزاوية الجديدة، سنسلط الضوء بإيجاز على أحد مجالات المعالجة والاستشفاء بالطب البديل.
مشاركة :