من المثير للدهشة والإعجاب في الولايات المتحدة، أن الطفل المولود فيها، يمنح الجنسية الأمريكية بصرف النظر عن جنسية أبويه. واسألوا مبتعثينا عن أطفالهم المولودين فيها. والأكثر دهشة أن الذي يولد تحت العلم الأمريكي في أي مكان أو طائرة أو سفينة، يشمله نفس القانون. أما عندنا، فلا يطبّق منح الجنسية بالصورة الأمريكية "الأوتوماتيكية"، حتى ولو كانت أمه سعودية أباً عن جد. وذلك يعود إلى النظم الإجرائية التي وضعت منذ عهد بعيد، أو أنها كانت مستوردة من نظم بلدان أخرى كانت تعاني من مشكلات في الجنسية، أو أن المرحلة التاريخية التي وضعت فيها تلك النظم كانت تستلزم ذلك حينها. ولكن النظم وضعية يمكن تغييرها من وقت لآخر، بل يجب تغييرها عندما تتطور الأمم، وتتغير أولوياتها، ويتحقق استقرارها، ويتشكل نسيجها الوطني، وتصبح لها هوية وطنية واضحة. لقد وصلنا إلى ذلك ولله الحمد. ولكن البيروقراطية "السلحفائية" في كل مكان في العالم، تجمد الأمور حتى بعد انتهاء صلاحياتها. لقد كان الملك المؤسس عبد العزيز، طيب الله ثراه، يبعث بمندوبيه لتسجيل الناس في أنحاء الكيان الموحد حديثاً، ويمنحهم الجنسية السعودية . لكن بعضهم أبى، فنشأ إخوة وآباء وأبناء بعضهم بجنسياتهم الأصلية، وبعضهم بالجنسية السعودية. ندم الذين أبوا من قبل. وبقي العجب بأن الأب الذي سجل ابنه الأول ونسي الآخر، قد وضع أحدهما داخل الحدود، والآخر خارجها. وليكفله أبوه أو أخوه. أما الذي هو أكثر إيلاماً هم أبناء المرأة السعودية الذين لا يعرفون غير هذا الوطن وقادته. ولا يعرفون وطن أبيهم. ولا تهوي إليه قلوبهم. ومع ذلك يُعتبرون أجانب. فكيف وأمهم وآباؤها من تراب الوطن! m.mashat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :